جلست ضياء تشاهد فيلم The book thief و تتناول رقائق البطاطس إلى أن انتهى الفيلم لتستقيم و تنظر إلى ذلك الفستان الأزرق المعلق في غرفتها إلى جانب الخزانة، هي سترتديه يوما ما، لكن حتما ذلك اليوم ليس قريبا، كان هدية من تلك الغريبة
نفضت الفكرة من رأسها و اتجهت إلى الغرفة المجاورة لغرفتها، و التي غطاها اللون الزهري، غرفة لطفلة لم تتجاوز سن الخامسة
تذكرت ذلك اليوم البارد من ديسمبر، حيث كانت جالسة في منزلها وحيدة كالعادة، لتسمع طرقا على الباب، و ذلك ما جعل للاستغراب سبيلا إليها، لتجدها امرأة موشحة بالأحمر، شاحبة، شاردة الذهن، تحمل طفلة صغيرة، رفعت ضياء حاجبها منتظرة تفسيرا للمشهد، لتقول الغريبة بصوت خافت يكاد لا يسمع، و بنبرة مرتجفة :" الموت يطاردني أتوسل إليك أن تحتفظي بالصغيرة "، ثم قبلت تلك الصغيرة بحرارة و قدمتها لضياء، و قبل أن تستوعب هذه الصغيرة ما يحدث كانت الغريبة قد رحلت بالفعل، فصارت منذ ذلك الحين طفلتها و القنديل الذي يضيء عتمة حياتها، رغم أنها من حين لآخر ترى تلك الغريبة في كوابيسها
استقبلت مكالمة من سيف، تنهدت لتجيب
-" سيف ! "
-" هل نامت الصغيرة رنا ؟ "
-" أجل أطعمتها و خلدت للنوم "
صمت كلاهما للحظات، ليكسره سيف كالعادة
-" وددت تذكيرك بوضع المرهم على الجرح "
-" حسنا .. شكرا لك "
أنهت المكالمة ليبتسم هو، معتاد على برودها و حدتها، فهو يعلم جيدا أن نورا يشع من داخلها، اتجه إلى ركن القراءة الخاص به، سحب أحد الكتب الرومانسية، لطالما تساءل إن كان سبب ميول ضياء للعنف هو عشقها للروايات البوليسية، فهي لا تقرأ من صنف آخر غيره، هو أهداها الكثير من الروايات الرومانسية، لكنها احتفظت بها في مكتبها لوقت لاحق، هي فتاة رائعة و استثنائية، لكنها لا تقرأ سوى روايات الجريمة، فكيف لها أن تكون غير عنيفة ؟!
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab