علي الحديث مع زين، اتجهت إلى غرفته و طرقت الباب بضع طرقات ليفتح، كان مرهقا جدا، خديه حمراوان و يبدو أن حرارته مرتفعة، شعره أشعث كعش الطيور، أزرار قميصه مفتوحة، و عينيه تحيط بهما هالة سوداء، لأقول بهدوء
-" أريد الحديث معك "
فتح الباب جيدا ليدخل و ألحق به، كانت غرفته مرتبة جدا، جلست على حافة السرير و جلس على أريكة مقابلة لي، ليقول
-" ماذا هناك يا ضياء ؟! "
تلعثمت و ترددت في إخباره لأقول أخيرا
-" هناك شيء لم أخبرك به، حسنا لست نادمة على ذلك، لأنك لا تستحق أن تعرف "
أخفضت بصري ألعب بأصابعي، لأتابع
-" كنت حامل بطفلنا .. "
رفعت رأسي لأردف
-" ضربك المبرح لي و ركلاتك أذته "
سقطت الدموع من عينيه العسليتين، و كانت المرة الأولى التي أراها فيه يبكي، مسح دموعه بكم قميصه لأتابع
-" رغم أنني ترددت في إخبارك إلا أنه إبنك أيضا "
فكرت في إخباره عن الرسالة، لكنني تراجعت عن ذلك، و خرجت من غرفته بهدوء، نزلت الدرج بصعوبة بسبب الدوار الحاد الذي أصابني لولا أن أمسكتني عشيقة زين، ابتسمت لها بامتنان لتقول بنبرة شيطانية
-" إحذري عزيزتي، فلن تجدي دوما من يلتقطك، و ستسقطين "
لم أفهم ما تلمح له، و لم أضيع وقتي في محاولة الفهم، إبتعدت عنها سريعا لأتجه إلى المطعم حيث طلب مني سيف أن نلتقي، كنت جائعة بالفعل، لذا أجلنا الحديث إلى ما بعد تناول الطعام، و حين انتهينا قال سيف
-" هل أخبرت زين عن الطفل ؟ "
-" أجل "
-" ماذا قال ؟ "
-" بدأ يبكي فتركته و إبتعدت "
-" حتى الوحوش تحب صغارها "
-" سيف هناك ما أريد إخبارك به "-" ماذا حدث ؟! "
-" لقد كنت أتدرب على الملاكمة منذ وقت طويل، و غدا سأشارك في مسابقة كبيرة للملاكمة "
-" أنت قد جننت تماما، بالطبع لن أسمح لك بذلك "
-" أنا لم أطلب رأيك "
-" مع من ستتواجهين ؟ "
-" ريحانة "
ليقول بسخرية
-" بالطبع لا تقصدين الملاكمة المشهورة ريحانة "
صمت عم المكان ليدرك أن ما اعتقده نكتة هو ما سيحدث فعلا، مسح وجهه بقلة حيلة، ليقول بغضب مكتوم
-" لما تفعلين كل هذا ؟! لم يعد النيل من زين هو هدفك الوحيد "
-" ستعرف في الوقت المناسب "
وضعت ثمن ما تناولته على الطاولة ثم عدت إلى منزل زين و بالضبط إلى غرفتي، حيث أخذت أتدرب على كيس الملاكمة خاصتي، ليقتحم زين الغرفة
#منظور_زين
لم تلاحظ وجودي، كانت منهمكة في ضرب كيس الملاكمة بعنف، و تصب جام غضبها عليه، دنوت منها لتراني فترتبك، كانت يديها تنزفان، بعد صمت عادت لتتابع تدريبها في حين قلت لها بصدق
-" أنا آسف لأنني آذيت الطفل .. طفل .. طفلنا "
لم تجبني و لن ألومها، إستدرت لأغادر لتقول
-" هو لم يمت "
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab