14

3K 142 0
                                    

علي الحديث مع زين، اتجهت إلى غرفته و طرقت الباب بضع طرقات ليفتح، كان مرهقا جدا، خديه حمراوان و يبدو أن حرارته مرتفعة، شعره أشعث كعش الطيور، أزرار قميصه مفتوحة، و عينيه تحيط بهما هالة سوداء، لأقول بهدوء

-" أريد الحديث معك "

فتح الباب جيدا ليدخل و ألحق به، كانت غرفته مرتبة جدا، جلست على حافة السرير و جلس على أريكة مقابلة لي، ليقول

-" ماذا هناك يا ضياء ؟! "

تلعثمت و ترددت في إخباره لأقول أخيرا

-" هناك شيء لم أخبرك به، حسنا لست نادمة على ذلك، لأنك لا تستحق أن تعرف "

أخفضت بصري ألعب بأصابعي، لأتابع

-" كنت حامل بطفلنا .. "

رفعت رأسي لأردف

-" ضربك المبرح لي و ركلاتك أذته "

سقطت الدموع من عينيه العسليتين، و كانت المرة الأولى التي أراها فيه يبكي، مسح دموعه بكم قميصه لأتابع

-" رغم أنني ترددت في إخبارك إلا أنه إبنك أيضا "

فكرت في إخباره عن الرسالة، لكنني تراجعت عن ذلك، و خرجت من غرفته بهدوء، نزلت الدرج بصعوبة بسبب الدوار الحاد الذي أصابني لولا أن أمسكتني عشيقة زين، ابتسمت لها بامتنان لتقول بنبرة شيطانية

-" إحذري عزيزتي، فلن تجدي دوما من يلتقطك، و ستسقطين "

لم أفهم ما تلمح له، و لم أضيع وقتي في محاولة الفهم، إبتعدت عنها سريعا لأتجه إلى المطعم حيث طلب مني سيف أن نلتقي، كنت جائعة بالفعل، لذا أجلنا الحديث إلى ما بعد تناول الطعام، و حين انتهينا قال سيف

-" هل أخبرت زين عن الطفل ؟ "

-" أجل "

-" ماذا قال ؟ "

-" بدأ يبكي فتركته و إبتعدت "

-" حتى الوحوش تحب صغارها "

-" سيف هناك ما أريد إخبارك به "

-" ماذا حدث ؟! "

-" لقد كنت أتدرب على الملاكمة منذ وقت طويل، و غدا سأشارك في مسابقة كبيرة للملاكمة "

-" أنت قد جننت تماما، بالطبع لن أسمح لك بذلك "

-" أنا لم أطلب رأيك "

-" مع من ستتواجهين ؟ "

-" ريحانة "

ليقول بسخرية

-" بالطبع لا تقصدين الملاكمة المشهورة ريحانة "

صمت عم المكان ليدرك أن ما اعتقده نكتة هو ما سيحدث فعلا، مسح وجهه بقلة حيلة، ليقول بغضب مكتوم

-" لما تفعلين كل هذا ؟! لم يعد النيل من زين هو هدفك الوحيد "

-" ستعرف في الوقت المناسب "

وضعت ثمن ما تناولته على الطاولة ثم عدت إلى منزل زين و بالضبط إلى غرفتي، حيث أخذت أتدرب على كيس الملاكمة خاصتي، ليقتحم زين الغرفة

#منظور_زين

لم تلاحظ وجودي، كانت منهمكة في ضرب كيس الملاكمة بعنف، و تصب جام غضبها عليه، دنوت منها لتراني فترتبك، كانت يديها تنزفان، بعد صمت عادت لتتابع تدريبها في حين قلت لها بصدق

-" أنا آسف لأنني آذيت الطفل .. طفل .. طفلنا "

لم تجبني و لن ألومها، إستدرت لأغادر لتقول

-" هو لم يمت "


الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن