11

208 11 0
                                    

انتهت الطبيبة من تضميد جراحه، لتخرج من القاعة بعد أن طلب المدير حضورها، نظرت إلى ذاك الشارد الذهن الجالس على طرف ذاك السرير، ليقول بهدوء

-" لماذا كان قاسيا معك؟!  "

خيل لي أنني ابتسمت بخفة، لم أبتسم منذ سنين، لابد أنني أتوهم، أو أنني أسخر من وضعي، أينتظر مني إخباره أنني مجرمة لعينة، تحولت معالم برودي للحدة لأقول له بعتاب

-" لم تقحم نفسك في المتاعب؟كف عن التورط في ما لا تستطيع احتماله "

إبتسم بخبث، أظنني سبق و وصفت سحر ابتسامته، ليقول بهدوء

-" أتقلقين علي؟ !"

رفعت حاجبي بسخرية لأخرج من تلك الغرفة، لقد تعافى و عاد لطبيعته المنحرفة

اتجهت مباشرة صوب حديقة عامة تطل على بحيرة مذهلة، أعشق الجلوس هناك و النظر إلى صغار البط، تذكرت قصة " ابن البطة القبيح "، كانت تحكيها لي أوليفيا قبل النوم، و تختمها قائلة بأن أحلامنا ستتحقق كما تحقق حلم صغير البطة بأن أصبح جميلا و حسده بقية الحيوانات في المزرعة، تنهدت بعد أن أدركت أن الوقت قد تأخر بالفعل، و الشمس تميل للغروب، شردت في ذكريات الماضي المظلم

أدرت مقبض الباب بعد أن كتبت كلمة سر الشقة " 0505 " تاريخ ميلاد جايكوب، الخامس من ماي، ثم دلفت للشقة لتتسلل إلى أنفي رائحة شهية، تتبعت مصدرها لينتهي بس الأمر في المطبخ، حيث كان تشاد ( زميلي في السكن) يعد الطعام، ألقيت التحية عليه لألتفت متجهة نحو غرفتي لأغير ثيابي و أعود لتناول الطعام

00:36

انتفضت من السرير، نفس الكابوس مجددا، ذاك اليوم المشؤوم يأبى مفارقة ذاكرتي، يوم مقتل جايكوب و نهاية كل شيء، كان مفترشا الأرضية غارقا في دمائه، دنوت منه و أمسكت يده بكل ما أوتيت من قوة ليقول بصوت أشبه بالهمس :" أنت لست منبوذة "، ارتأى لي شبه ابتسامته، لتفارق روحه جسده، و يفارقني للأبد، انقطع حبل، أفكاري قبل أن أتذكر المزيد، ليس لأنني نسيت، بل لأن تذكره أمر يجعلني أطلب من الموت الزواج بي و أنا أعرف تماما أنها ترفض الأمر، أن أستنجد بها و أنا أدرك أنها لن تنقذني من ظلام ذكرياتي و ماضيي الأدهم.

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن