12

3.1K 144 0
                                    

كان فهد يرمقني بنظرات غريبة، شعرت كأنني مذنبة في ما لا علم لي به، لم أجد كلمات مناسبة لكسر الصمت، و نزع غلاف التوتر من الجو، ليقول أخيرا بنبرة سخرية

-" ما الذي تريدينه أيتها اللبؤة ؟! "

استندت على الكرسي براحة، لأجيبه بخبث

-" لا أحد يعرف بجريمتك الأخيرة، ما رأيك بنشر خبر كذلك ؟ "

بدا وجهه باردا، خاليا من التعابير، و لم يصدر أية ردة فعل، لكن أعرف أنه يشتمني بداخله، رن هاتفي و كما توقعت كان سيف، لكن بالطبع لن أجازف و أجيب، ضيق فهد عينيه و قال

-" لن يكف عن القلق بشأنك "

-" لا تتصرف و كأنك تعرف عني الكثير "

-" لكنني أعرفك بالفعل، أعرفك جيدا "

دنوت منه لأخفض صوتي و أقول بسخرية

-" أثبت لي "

لتعلو وجهه ابتسامة انتصار لعينة و يجيب

-" مثلا مكانك السري، الحديقة و بالضبط قرب البركة، و منزلك الخشبي الذي تزورينه كلما انهزمت في معركة ما .. أعرف الكثير، ما رأيك بأن أملي عليك المزيد ؟"

-" هل تراقبني ؟! "

-" إنها صدف عزيزتي "

أمسكت ياقته، لأبصق في وجهه

-" إحذر من غضبي !"

-" أعرف أنك لم تأت لزيارتي دون سبب "

-" نعم أنت محق، ستساعدني مقابل مساعدتك.. سأغطي عن جريمتك الأخيرة اللعينة و ستساعدني لإيجاد إبني "

-" أنت جننت "

-" أعلم أنك لن تدعني في منتصف الطريق اللعين، ستساعدني فهد "

حررت ياقة قميصه، و انسحبت بهدوء من منزله المخيف رغم فخامته، كانت خطوة جريئة مني، و افتخرت بنفسي لفعل ذلك، و لكن شعور قوي اجتاح صدري و عجزت عن معرفة ماهيته، ضوء سيارة تسلط علي لألتفت و أجده زين، لعنته بداخلي و أتممت طريقي بسرعة نحو دراجتي النارية، أمسكني من ذراعي بقوة ليقول بغضب

-" ما الذي كنت تفعلينه مع ذلك النذل ؟"

دفعته بقوة دون إجابته ليردف صارخا

-" لا تتجاهليني!"

قلبت عيناي و ركبت دراجتي مبتعدة عنه، لم أتحرر من ذلك الشعور الرهيب، و كأن شيئا سيئا سيحدث، لكن لا أدر ماهيته، ركنت دراجتي أمام كوخي الخشبي الصغير، و دخلته بخطوات متثاقلة، لألقي بجسدي المنهك على الأريكة القديمة، التي كستها طبقة غبار خفيفة، و فتحت النافذة الكبيرة لأعد النجوم، يوم مرهق آخر .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن