كان فهد يرمقني بنظرات غريبة، شعرت كأنني مذنبة في ما لا علم لي به، لم أجد كلمات مناسبة لكسر الصمت، و نزع غلاف التوتر من الجو، ليقول أخيرا بنبرة سخرية
-" ما الذي تريدينه أيتها اللبؤة ؟! "
استندت على الكرسي براحة، لأجيبه بخبث
-" لا أحد يعرف بجريمتك الأخيرة، ما رأيك بنشر خبر كذلك ؟ "
بدا وجهه باردا، خاليا من التعابير، و لم يصدر أية ردة فعل، لكن أعرف أنه يشتمني بداخله، رن هاتفي و كما توقعت كان سيف، لكن بالطبع لن أجازف و أجيب، ضيق فهد عينيه و قال
-" لن يكف عن القلق بشأنك "
-" لا تتصرف و كأنك تعرف عني الكثير "
-" لكنني أعرفك بالفعل، أعرفك جيدا "
دنوت منه لأخفض صوتي و أقول بسخرية
-" أثبت لي "
لتعلو وجهه ابتسامة انتصار لعينة و يجيب
-" مثلا مكانك السري، الحديقة و بالضبط قرب البركة، و منزلك الخشبي الذي تزورينه كلما انهزمت في معركة ما .. أعرف الكثير، ما رأيك بأن أملي عليك المزيد ؟"
-" هل تراقبني ؟! "
-" إنها صدف عزيزتي "
أمسكت ياقته، لأبصق في وجهه
-" إحذر من غضبي !"
-" أعرف أنك لم تأت لزيارتي دون سبب "
-" نعم أنت محق، ستساعدني مقابل مساعدتك.. سأغطي عن جريمتك الأخيرة اللعينة و ستساعدني لإيجاد إبني "
-" أنت جننت "
-" أعلم أنك لن تدعني في منتصف الطريق اللعين، ستساعدني فهد "
حررت ياقة قميصه، و انسحبت بهدوء من منزله المخيف رغم فخامته، كانت خطوة جريئة مني، و افتخرت بنفسي لفعل ذلك، و لكن شعور قوي اجتاح صدري و عجزت عن معرفة ماهيته، ضوء سيارة تسلط علي لألتفت و أجده زين، لعنته بداخلي و أتممت طريقي بسرعة نحو دراجتي النارية، أمسكني من ذراعي بقوة ليقول بغضب
-" ما الذي كنت تفعلينه مع ذلك النذل ؟"
دفعته بقوة دون إجابته ليردف صارخا
-" لا تتجاهليني!"
قلبت عيناي و ركبت دراجتي مبتعدة عنه، لم أتحرر من ذلك الشعور الرهيب، و كأن شيئا سيئا سيحدث، لكن لا أدر ماهيته، ركنت دراجتي أمام كوخي الخشبي الصغير، و دخلته بخطوات متثاقلة، لألقي بجسدي المنهك على الأريكة القديمة، التي كستها طبقة غبار خفيفة، و فتحت النافذة الكبيرة لأعد النجوم، يوم مرهق آخر .
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab