6

171 11 0
                                    

أيقظني صوت أوليڤيا الهادئ، جلست بالقرب مني تطلع على ملامحي ربما لمدة طويلة، فتحت عيناي لأرى وجهها الشاحب و جسدها النحيل بالقرب مني، قلت لها أنني أريد القيام لكنها قالت أنه بإمكاني النوم لمزيد من الوقت، ابتسمت لها و أغمضت عيناي، أما هي فقد بدأت تداعب خصلات شعري و تغني بصوتها الهادئ، ثم خرجت بهدوء و أغلقت الباب خلفها، أماي فقد قمت من السرير و بقيت أتجول في تلك الغرفة الفسيحة التي زينت صور آنج أسوارها، و بينما كنت أرتب الغرفة استشعرت شيئا في إحدى الوسائد، فتحتها لأجد أوراقا بها رسومات سوداء، لأكتشف أن آنج كانت فريسة اكتئاب، أعدت الأوراق لمكانها ثم خرجت من الغرفة، جلست على مائدة الفطور لأديرة رأسي و أرى جسد ذئب خلفي، صرخت بأعلى صوتي حتى ركضت أوليڤيا باتجاهي

-" ما بك صغيرتي ؟!" قالت أوليڤيا محاولة تهدئتي
-" آسفة أرعبني جسد الذئب المحنط ذاك "
-" ساڤاش إتصل بمهندسي الديكور حالا "

غيرت أوليڤيا ديكور المنزل، و أنا ظللت مذهولة في اهتمامها المفرط بي، خرجت من ذاك المنزل الكبير لأجد جايكوب جالسا على الأرجوحة، هادئ، كئيب

-" من الذي أزعج ابن الزعيم العظيم ؟!" قلت مازحة
-" لست ابنه " قال جايكوب
-" كيف ؟!!" قلت متعجبة
-" أنا صديق آنجل " قال جايكوب لتسقط دمعة من عينه على يدي
-" جايكوب هل أنت بخير ؟!"
-" أنا متعب جدا "

عانقت جايكوب لتبدأ شهقاته بالارتفاع، كان كطير مقطوع الجناح، قلت له أن بإمكانه الإفصاح عما يضيق صدره

-" كانت أقرب صديقاتي، ما زلت أذكر حكمتها، كلماتها الرزينة، و جمالها الساحر ... اشتقت إليها كثيرا " قال جايكوب و هو يمسح دمعه
-" ستكون بخير، ثق بي "
-" كل ذلك بسبب والدها، هو من سبب لها ذلك، لم يتقبل ذنبه فراح يلوم غيره، هو من كان يضغط عليها بسبب الدراسة و المنافسة، أصلا هي كانت تعيش كالسجينة في ذاك المنزل مع تاجر المخدرات ذلك " قال جايكوب بانفعال
-" ماذا تقصد ؟!"
-" آنجل لم تكن راضية بعمل والدها تاجر مخدرات، و هو كان يضغط عليها بسبب تمردها "
-" حسنا جايك إهدأ، أغمض عينيك و لا تفكر في شيء عدا المشرق من الذكريات "

بقيت أفكر في ما قاله جايك، محاولة إدراك من يؤدي دور الشرير في الحكاية، لكل وجهة نظر و كل واحد قال ما أراده، ربما جايك لا يعلم بمسألة الاغتصاب أو أن الزعيم من اخترعها .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن