28

185 15 0
                                    

#منظور_سلسبيل

سمعت جرس الباب، لأزيح الغطاع عن جسدي و أنهض من السرير، وضعت الحجاب على رأسي ليغطي خصلات شعري ثم نزلت السلالم لفتح الباب

كان زين رفقة والديه عند الباب، فتحت لهم الباب على مصراعيه ليدلفوا للداخل بعد أن سلمت عليهم، لأرمق زين بنظرات تحدي، و أنا أردد الشتائم بداخلي ... هكذا إذا أيها المغفل الأخرق الغبي

لينظر إلي و على وجهه ابتسامة نصر عريضة، بادلتها بابتسامة مزيفة، لأقودهم نحو غرفة الجلوس و أنادي والدتي، أتعرفون ذاك الشعور حين تنهى أحدهم عن فعل شيء و يقوم به، يجعل الحمم تغلي بداخلك

لتهتف والدة زين موجهة عينيها لأمي

-" سنعود بعد الزوال إلى فرنسا آمل أن تفكر سلسبيل جيدا في عرضنا "

نظرت إلي لتبتسم بدفء و أبادلها الابتسامة، لم على والديه أن يكونا بهذه اللطافة بينما هو مجرد عنيد طفولي ؟!

وجهت بصري إليه لأجده يبتسم بخفة، أعترف أنني سأشتاق لشجاراتي معه، لعناده، لكن عليه أن يعود لوطنه، ليلاحظ شرودي و يقول

-" لا تنزعجي سلسبيل سأعود قريبا بإذن الله "

لو لم يكن غيره هنا لقلت الكثير لكنني في وضع لا يسمح لي سوى بالصمت، لذا أومأت إيجابا لتطلب مني أمي إعداد الشاي، اتسعت عيناي و متى أعددت الشاي يوما ؟! عرفت أن تلك الشاي وسيلة أمي لتبلغ العائلة المحترمة الجالسة أمامي بأن ابنتها فاشلة في الأعمال المنزلية، لاحظت نظرة زين الخبيثة لأتجه نحو المطبخ

وظفت مكاسبي في إعداد ذاك الشاي و متى أخطأ حدسي ليفعل الآن ؟! لقد كان طعم الشاي أسوأ ما قد تفعله فاشلة في الطبخ

و بالطبع كان هذا رأي الجميع، فقد كان زين أول من بصقه كاتما ضحكه، أما والديه فيبدو أن الله رزقهما الصبر و الثبات ليشربانه بهدوء للرفع من معنوياتي

بعد نصف ساعة و أربع دقائق و عشرون ثانية قام الضيوف من مجالسهم ليغادروا، سلمنا عليهم ليرحلوا بعد توديعنا، ليقول زين بصوت خافت

-" سأشتاق إليك ... "

إبتسمت له أكبر ابتسامة مزيفة ليضحك بخفة و يغادر، و من كان ليعتقد أنني أنا من سيشتاق إليه ؟! إفتقدت رسائله و اتصالاته و وجوده في أي مكان أذهب إليه

من كان ليظن أن ذاك الذي ألقبه بالأخرق المغفل سيتربع عرش ذاكرتي ؟!

إستلقيت على سريري بعد أن حملت هاتفي مترددة في مراسلته، لم لم يراسلني هو ؟! لا بد أنه مشغول، لأتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، و يا ليتني لم أفعل

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن