١

148 8 0
                                    

#جينيفر

نظرت إلى اليومية المعلقة في الجدار، أسبوع واحد يفصلني عن عيد ميلادي الواحد و العشرين، إبتسمت بحماس، فأنا أعيش كل يوم على أنه الأخير في حياتي، و أستغله أفضل استغلال، ذاتا الحياة وجدت لنعيشها بكل حماس و مرح

لست مختلفة عن الفتيات في مثل سني، لست غنية، لست متفوقة بالدراسة أو بأي شيء آخر، حتى أن جمالي بسيط، لكنني أعتبر نفسي مميزة، لسبب أجهله
فلا شيء من شأنه تحطيم حبي للحياة، حتى و إن واجهت فيها ما يكفي من التجارب الفاشلة، إلا أنني أنظر للجانب الإيجابي دوما، و الأمر فعلا يجعل مزاجي رائعا

وقعت في الحب لمرة واحدة في حياتي، و كان ذاك صديق طفولتي، رغم أنه كان غريب أطوار، و يحب التصرف برجولة رغم صغر سنه إلا أنني أحببته، فقد كان قلبي البريء الصغير لا يعرف أن الذي أحببته لم يكن فؤاده ملكا لي يوما، و رغم أن الأمر استغرق بضعة أيام لأتخطاه إلا أنني لا أشعر بالألم، لا أشعر أنني أعرفه، أو ربما فقط لأنه اختفى لم أعد مهتمة بشأنه، فقد توقف ذهني عن استعراض صوره، و حتى ملامحه بدأت تنمحي من ذاكرتي، و هذا بالطبع لصالحي، فلا شيء يحدث إلا و فيه مصلحة لنا
إرتديت سروال جينز و معطفا زهريا، و سرحت شعري، ثم انتعلت أحذيتي الرياضية الزهرية و أخذت حقيبتي مختلفة الألوان لأخرج من المنزل، كعادتي اتجهت لتناول الفطور في المطعم المتواضع في آخر الشارع، ما أن دخلت المطعم حتى حيتني السيدة روز، هي صاحبة المطعم، سيدة مطلقة لطيفة لدرجة تجعلني أشفق على طليقها لأنه تخلى عنها

-" كيف حالك بنيتي ؟! "
قالت السيدة روز بصوتها الدافئ

-" بخير خالتي، ماذا عنك ؟! بالمناسبة أين مايك ؟ "
قطبت حاجباي مستغربة من عدم وجود مايك، إبنها الصغير، فغالبا هو من يستقبلني

-" لقد ذهب لزيارة والده، فقد عاد للمدينة "
أجابت بابتسامتها الساحرة

لأومئ لها بتفهم، ثم طلبت منها ما أطلبه يوما، حليب بالشكولاطة و فطيرة موز، و بالطبع طلبيتي كانت جاهزة قبل عشر دقائق من قدومي، فأنا آتي للمطعم عند الساعة السابعة و النصف، و إن تأخرت فلن يتجاوز تأخري أكثر من خمس دقائق، ذاتا المطعم لا يبعد كثيرا عن المنزل

اتجهت نحو المستشفى حيث أعمل كممرضة متدربة، و حين تنتهي مدة تدريبي و أحسنت العمل سيتم توظيفي كممرضة رسمية، و إن لم أحسن العمل فسأحاول مجددا حتى أفعل

_________________

يتبع ...

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن