3

4.1K 98 0
                                    

أعدت نشر البارت منشان NourElhodaAzlag لأن ما طلعلها 💕 إذا ما طلعلكم شي أو حبيتو تسألو عن شي اكتبوها بالكومنت ❤
و قراءة ممتعة 💛

_________

بينما كانت ضياء ترتدي بذلتها الرياضية و تضع قفازات الملاكمة الخاصة بها في حقيبتها، دنا منها ذلك الجسد الصغير حاملا دمية محشوة، لتقول ضياء بهدوء بعد أن حملت رنا

-" هل أنتِ بخير عزيزتي ؟ "

-" أجل ضياء، هل يمكنني أن أسألك شيئا ؟ "

-" بالطبع صغيرتي "

-" أين هي عائلتك ؟ "

ارتبكت ضياء و جلست على الأريكة بهدوء لتقبِّل رنا على وجنتها برفق، و تراوغها

-" يبدو أن أحدهم بات يفكر كثيرا "

ثم بدأت تدغدغها لتنسى الموضوع، ليس لعدم استعداد ضياء لتلك الخطوة الكبيرة، بل لأن طفلة في الرابعة من عمرها لن تستطيع فهم كل تلك الأحداث المتداخلة، لن تتمكن أبدا من استيعاب كون الشر موجود في العالم، و كون الكثير من الناس متحجري القلوب، لدرجة دفعهم لتزويج طفلاتهم بالإجبار، نعم هذا ما حدث، زوجها والدها رغما عنها لوغد غني، هو لم يكن يكبرها بكثير، لكن الفرق بينهما أنه كان أقوى منها، كان بقوة جسدية كافية لجعلها طريحة الفراش لأكثر من مرة، و هو لم يتأسف على ذلك يوما، أليست زوجته و عليها أن تصمد لآخر نفس في حياتها، أن تستسلم، أن تتألم بصمت، كان جسدها موشوحا بندب مختلفة تغطي سائر جلدها، يضربها حين تخطئ، حين تنسى، و حتى حين تكون مطيعة، يستطيع إيجاد سبب دوما لإلقاء اللوم عليها و إفراغ غضبه بها، هو كان وحشا بجسد شاب وسيم، أفلحت في الهروب منه بعد ترك رسالة قصيرة على المنضدة

-" ستدفع الثمن يوما .. كن واثقا من ذلك "

باعت مجوهراتها، باعت سيارتها، أسهمها في شركة والدها، باعت كل ما ملكته من قبل، لتقف في وجه الحواجز الممتثلة أمامها، صحيح أنها تتوق لمواجهة الوحش الذي كان السبب في أحلك الأيام في حياتها، لكن ذلك الجزء الأدهم من حياتها كان له الفضل في بناء الكيان الذي صارت عليه، ذلك الكيان الذي لا ينهزم، و هي واثقة أنها ستلتقي به يوما، يوما ما، حينها فقط سترد له الصاع اثنين، اتجهت إلى نادي الملاكمة بعد أن تركت رنا مع المربية، كانت تتوق لإلقاء كل غضبها على خصمها، ودت بشدة تفريغ ما بداخلها، فراحت تلقي بلكماتها العنيفة لذلك الجسد الضخم أمامها، حتى صار للدم سبلا مختلفة من جسده، و حين سقط على الأرضي مغميا عليه، سقطت هي على ركبتيها مرهقة .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن