الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

١١

#بيرك

ضربت الجدار بقبضتي حين ركضت جيني خارج بوابة الجامعة، لابد أنها عرفت صوتي، و كيف لا تعرفه و قد كنت أحادثها كل يوم حين كانت في الغيبوبة ؟! بفضلها ما زلت على قيد الحياة، و بسببي ستعاني من سلبيات تلك العملية

ليتني عرفتها في ظروف مختلفة، كنت لأتجرأ على إخبارها كم تعلقت بها، رغم أنها لم تكن تفتح عينيها، إلا أنني كنت أتغيب على الجامعة لأجلس بالقرب من سريرها بالمستشفى و أبدأ إخبارها عن بعض التفاصيل التافهة في حياتي

لطالما خفت من أن تتأذى و تكرهني، لأنني سلبت جزءا من حياتها، لكن القدر يستمر بجمعنا، أكره كوني أشعر بالضعف حين يتعلق الأمر بها، شهر ... شهر واحد قلب حياتي رأسا على عقب

كان حديثي معها روتينا يوميا بالنسبة لي، شعرت طوال تلك الفترة كأنني الأمير الذي ينتظر استيقاظ أميرته النائمة، لكنني لم أملك الجرأة الكافية لمواجهتها، خشيت من اليوم الذي ستفتح فيه عينيها، خشيت من اليوم الذي ستعرف أنني السبب في ما حصل في صحتها من تدهور

دخلت دورة المياه لأغسل وجهي، لعل آثار الدموع تختفي، الشعور بالذنب يلازمني، و القدر يستمر بتعذيبي و تقريبها مني، صحيح أنني أملك جزءا من كبدها بداخلي، لكن لا يمكنها أن تكون ملكي

لا يمكنني احتمال رؤية الكره تجاهي في عينيها، لا يمكنني احتمال رؤيتها تتألم، ليس الأمر ردا لدينها بمنحي فرصة أخرى لأعيش، بل لأنها الشخص الوحيد الذي اهتم لوجودي، رغم أنها لا تعرفني، إلا أنها اهتمت، و وهبتني جزءا من جسدها لإنقاذي، هي الشخص الوحيد الذي ضحى لأجلي، و لطالما شعرت بالدفء حين كنت قريبا منها، رغم أنه لم يكن بإمكاني رؤية لون عينيها و لا سماع صوتها، إلا أنني وقعت في حبها، أحببتها و رفع القلم

________________

يتبع ...