14

132 10 0
                                    

إستيقظت عند منتصف الليل و ضممت رجلاي إلى صدري ثم بدأت أبكي بحرقة، لم أكن مذنبة في ما حدث، فلم عساي أعاني بهذا القدر ؟! سمعت طرقا على الباب فجأة، كان تشاد، تقدم و جلس على الأريكة بالقرب من سريري، لم ينبس ببنة شفة، بل خفض رأسه و جلس بهدوء، مسحت دموعي، ليقول بهدوء

-" هو في مكان أفضل "

لم أستغرب من كيفية معرفته فلطالما كان غريب أطوار، إكتفيت بالإيماء له إيجابا ليردف

-" رجاءا لا تعذبيه بدموعك "

ثم استقام و خرج من غرفتي و أغلق الباب خلفه، كل ليلة أقيم طقوس بكاء لشدة اشتياقي للذي مات في سبيل إنقاذي، جايكوب كان الملاك الذي رفعني من قاع تلك الحفرة المظلمة، يوم رحيله الأبدي كان مؤلما بشدة، كان قاسيا، هو ذلك اليوم الذي رأيت فيه الجحيم ممتثلا أمامي، وددت إمساك يده للأبد، لم أرد إفلاتها، لكن ذات القدر القاسي الذي دفعني إلى الهاوية انتشل مني ذاك الفتى الذي أحببته، نظرت في المرآة لأتذكر حين كان يقول

-" حين أختفي يوما للأبد إعلمي أنني قريب إليك، كقرب انعكاس صورتك من المرآة التي تنظرين إليها "

كان تشبيها غريبا، لكن تفاصيل حروفه هو آخر ما تبقى لي منه، حملت معطفي و خرجت من المنزل، بقيت أسير و أسير حتى شعرت بإرهاق شديد، فجلست على الرصيف في أحد الشوارع الخالية، لأستقبل اتصال، تذكرت متمتمة

-" من الأخرق الذي قد يتصل عند الثالثة صباحا ؟! "

كنت محقة بوصفه، إنه الأخرق آدم، أجبته

-" ما الذي تريده ؟!"

-" أين أنتِ ؟!"

-" أخبر تشاد أنني سأهشم جمجمته ما أن أعود "

-" لم تجيبيني بعد "

-" سأبعث لك العنوان في رسالة "

لا أصدق أن تشاد أخبره بكوني خرجت، منذ متى و ذاك الغبي يهتم بمواعيد خروجي ؟! زفرت بحدة لأقلب عيناي حين لمحت سيارة آدم، لا أدري متى سيستسلم و يبتعد عني .

_________________________

يتبع ....

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن