جلسا على طاولة الطعام، ليلاحظ الكدمات على وجهها، فقال بهدوء
-" مع من تشاجرت ؟! "
فتجيب بسخرية
-" أوه زين أنت ممثل فاشل .. دور الزوج الصالح لا يليق بك أبدا "
قاطع شجارهما الوشيك صوت رنين هاتف ضياء، ابتسامة دافئة ارتسمت على ثغرها حين وقعت عينيها على اسم سيف الذي يضيء شاشة الهاتف، لتقرب الهاتف من أذنها و تقول
-" ظننتك نسيتني "
هي كانت منزعجة بالفعل من عدم تفقده لأحوالها في الفترة الأخيرة غير مدركة أنه يكاد يفقد عقله حين يفكر أنها عادت للمنزل الذي كان السبب في زرع القسوة و البرود بداخلها، ليجيب بنبرته المرحة المعتادة
-" أحدهم تباهى بعظلاته اليوم "
قطبته حاجبيها لتقول بانفعال
-" أوه بحق الجحيم هو من نعتني بالمسترجلة "
-" ظننتك لا تهتمين لآراء الآخرين و ما يخالونه عنك "
-" إنس الأمر "
-" كيف حال زوجك ؟ "
-" يبدو أنك عازم على إغاظتي .. لكن إحزر شيئا "
-" أوه لا .. ليس حلقة اليوم من مسلسل CSI "
-" لقد شاهدتها بالفعل "
-" أنت لن تغيظيني ضياء "
-" حسنا أنا أفعل "
-" اللعنة "
ضحكت بخفة لتنهي المكالمة بعد أن تمنى لها ليلة سعيدة و هي بالطبع لم تجب، بينما لم تلاحظ الذي يجلس في المقعد المقابل لها و يتناول طعامه ببرود مزيف، في حين يغلي من الفضول، ليقول بهدوء عكس المعارك داخله
-" ستنتقل شابة للعيش معنا، لا أريد أسئلة عن الموضوع، كل ما عليك معرفته و الالتزام به هو الابتعاد عن دربها، و ليس لصالحك التقرب منها بأي شكل من الأشكال "
لم تهتم بإجابته بل قامت من الطاولة ببرود مريب، و اتجهت نحو غرفة رنا، هي تعلم أنها نامت بالفعل لكنها تريد الاطمئنان عليها قبل أن تنام، لتتفاجئ بعدم وجودها في الغرفة، لتصرخ بصوت عال
#منظور_زين
دنت الصغيرة مني و نظرت إلي بعينين دامعتين قائلة
-" أنا أبحث عن أمي لكنني لا أستطيع إيجادها "
شردت للحظات أفكر في كيف كانت لتكون الأمور لو التقيت ضياء في ظروف مختلفة عن تلك التي تزوجنا بها، لو أنني التقيت بها صدفة و أعجبت بها و تزوجتها لا أن يزوجها لي والدي رغما عني، لو أن هذه الصغيرة طفلتنا، لكن " لو " لا مجال لها في المنطق
حملت الطفلة و قلت لها بابتسامة
-" تعالي سآخذك لأمك "
و تزامن ذلك مع سماعي صوت صرخة ضياء، إنقبض قلبي لأهرع نحوها، وجدتها تصرخ على المربية بجنون، لأقول
-" إهدئي ضياء الطفلة كانت في الطابق السفلي، أضاعت السبيل إليك، المنزل كبير جدا و الأمر طبيعي، و لا شيء سيحدث لها هنا فلم القلق ؟! "
سحبت الطفلة مني و قالت بتهديد
-" إياك أن تقوم بهذه الحركات معي مجددا زين .. كلانا يعرف أن الأمان لا مكان له في منزلك، و دعني أذكرك لقد كنتَ السبب في دخولي الغيبوبة طوال شهر سيد زين، كلانا يعلم أنك وغد مغرور لعين، أقسم لك زوجي اللعين إن فكرت مجرد تفكير في إيذاء هذه الطفلة سيعرف العالم بأسره عن طفلك السري و عشيقتك .. و أنت تعرف جيدا أنني أستطيع القيام بذلك "
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab