4

186 12 0
                                    

- دخلت زوجة الزعيم و نظرت إلي مطولا كمن رأى شبحا، ثم ركضت نحوي و عانقتني بقوة حتى كادت تخنقني، و رفعت رأسي لتقول بصوت أشبه بالهمس :" آنج "، نظرت إليها و ابتسمت فبدأت الدموع تتسلل من عينيها، ليدخل الزعيم من باب المنزل و قال :" أجل آنج، إبنتنا آنج "، حاولت الحديث لكن الزعيم قاطعني، المرأة ظنت أنني ابنتها بالفعل، ما الذي حدث بحق ؟!!

اصطحبني الزعيم إلى مكتبه ليقف أمام النافذة الكبيرة و يبدأ بسرد ما حدث :
" في إحدى الليالي الممطرة من شهر أبريل رزقت و أوليڤيا بفتاة، كانت تلك ابنتنا الأولى، سميناها آنجل، أحببناها كثيرا، و قررنا أن نؤسس عائلة صغيرة سعيدة، كنت أعمل في مصنع حلويات و أجلب لقمة العيش لأوليڤيا و آنج . كبرت ابنتنا و صارت طفلة جميلة، أدخلناها المدرسة، في أحد الأيام اصطحبتها من المدرسة، لم تبدُ طبيعية، كانت تبكي ... بل لم تكف عن البكاء، أوقفت السيارة و سألتها عن ما بها، لأجد قطرات دم تتسرب من مقعد السيارة ... إبنتي آنجل فقدت وعيها، حملتها نحو طبيبة البلدة لتقذف الطبيبة بالنبأ البشع في وجهي، إبنتي ذات الأربعة عشر ربيعا قد تعرضت للاغتصاب، وضعت يداي على رأسي و لم يكن بوسعي فعل شيء عدا النظر إلى تلك الطفلة صارت جثة هامدة أمامي، عدت للمنزل تاركا آنجل في منزل إحدى صديقاتي، كنت أنوي إخبار أوليڤيا بكل شيء لكنها سارعت إخباري بأننا سنرزق بمولود جديد، لم أشأ أن أضيع فرحتها و أدمر سعادتها لذا لزمت الصمت، قلت أنها عند صديقاتها "

أوقف الزعيم كلامه بسبب البكاء، أماي فقد صعقت و لم أستطع التفوه بأي كلمة، تقدم الزعيم و جلس على مقعده ليكمل حديثه :
" إبنتي آنجل صارت مدمنة مخدرات و كانت عنيفة جدا، تهاجم التلاميذ و تبرحهم ضربا، أمسكتني من ياقتي في أحد الأيام و بدأت تصرخ < ما كان ذنبي هيا أخبرني ؟!!، لقد صرت منبوذة من طرف الجميع، الجميع يمقتني بل و يلقبونني بالعاهرة، لكنني لست كذلك >، ألم ابنتي أشعل لهيب الحقد في صدري، و قررت إصلاح المجتمع، سأحمي المنبوذين ما دام لا أحد مستعد ليفعل، كان ذلك آخر يوم أرى فيه آنجل ابنتي، و حين رأيتك في المحطة بدوت مثلها تماما، نسخة طبق الأصل "

أشحت بنظري عن وجه الزعيم الذي بدا جريحا، و بدأت أفكر في ذنبي بكل هذا، فعلا < لا وجود للاشخاص السيئين، انهم فقط أُناس عاديون يقومون فأفعال شريرة لانهم تعساء > .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن