الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

16

تقدمت من ضياء و سحبتها بقوة، فلو ظلت تضرب ريحانة ستقتلها بدون شك، دفعتني عنها لتمسك يد ريان الذي رفعها، دنت زهرة مني و همست في أذني

-" لا تمثل دور الطيب عزيزي زين، كلنا نعرف كيف تعاملها، ولكن إنظر إليها الآن، هي قوية جدا بدونك، أنت لم تكن سوى حصى سخيفة تعرقل سير حياتها، قريبا ستتجرع من نفس الكأس الذي أجبرتها على الشرب منه "

ثم ربتت على كتفي و غادرت، و تركتني أتخبط في ظلام ذكرياتي، لكنها لم تكن ضياء التي عرفتها، هي النسخة المتوحشة عنها، عدت إلى المنزل بسرعة تاركا كل ذلك خلفي، وقفت في الشرفة أدخن لعلي أنسى، لأراها تركن سيارتها و تنزل منها بترنح، نظرت إلى الساعة لأتفاجئ لقد تأخر الوقت كثيرا، ناديت مدبرة البيت لأسألها عن منبع المتاعب التي دخلت قبل قليل لتقول أنها تنتظرني في قاعة الجلوس، نزلت لأراها، كان وجهها مزين بالكدمات، لتقول

-" لقد انتهى انتقامي سيد زين، كان درس اليوم بمعان كثيرة، أتريد أن أشرح لك ؟ لابد أنك تفعل، فلنبدأ بصديقك ريان، لقد كنت تستمتع بأن تجعلني أضحوكة أمامه، و تضربني و تهينني بقسوة أمامه ظنا منك أنه بذلك سيراك أسدا قويا، هو كان أفضل منك، كان يتمتع بضمير و إنسانية، لقد إبتعد عنك و رفض الوقوف في صف الظلم، أما زهرة حبيبتك ما كانت لتثق بك و تظل تحبك و هي قد رأت الوحش القابع بداخلك، جميع من كانوا معك صاروا ضدك، و وحدك لست سوى نكرة، نكرة مثلما كنت تعتبرني تماما، .. حتى ابنك قد سُلب منك قبل أن تعرفه، لم أعد أريد مساعدتك في إيجاده، أنا واثقة أنه لن يرغب بأب مثلك "

ألقت بأوراق في وجهي لتقول

-" هذه أوراق الطلاق، ستوقعها رغما عنك يا زين "

لم أفكر طويلا، بل وقعت الأوراق ببساطة، من حقها طلب فسخ أي علاقة تربطها بي، تلك الفترة الأخيرة التي قضتها في منزلي جعلتني أكره نفسي، و أعيد التفكير في مدى سوء شخصيتي السابقة، لكن أظن أن الأوان قد فات على الشعور بالندم، بالفعل ما كان طفلي ليرغب بأب مثلي، لم أفعل أي شيء جيد في حياتي، استمررت بتعذيب الناس لتناسي الفجوة الكبيرة بداخلي، لكن لا شيء يبرر أفعالي السابقة

#منظور_ضياء

لقد تمت الخطوة الأولى بنجاح، و مازال بانتظاري الكثير، لكن ما جعلني أستغرب هو حزن زين على فراقي، ربما لأنه لن يجد من يضايقه طوال الوقت، أو أنه قد فقد صوابه .