4

373 27 4
                                    

سارت سلسبيل بخطى بطيئة نحو الثانوية و برفقتها صديقتيها جنى و روان، كانت تضحك معهن بقوة، و على نكت سخيفة أحيانا، ربما هذا من إيجابيات الصداقة، فقد كن صديقات منذ الحضانة، و ما زلن معا، و ما أن قاربن على الوصول ٱلى باب الثانوية حتى أدخلت سلسبيل يدها في جيب بذلتها المدرسية لتخرج نظارتها الطبية و تضعها، لتتفاجئ بصوت مألوف يخاطبها، انتفضت ليقول بصوت ممزوج بسخرية :" إهدئي ... لا أريد أن يتكرر ما حدث أمس "

-" وفر سخريتك ... لا تنس أنني كدت أفقد حياتي بسببك "

-" ممتن لذلك ... بفضل تهوري تعرفت عليك "

-" إحتفظ بكلماتك لفتاة غبية مثلك "

إستدارت سلسبيل لتغادر و هي تحترق غيضا بعد سخرية زين منها، لكنه ناداها صارخا

-" هااي يا حادة الطباع أخبريني باسمك على الأقل "

-" إرحل و لا تعكر مزاجي أكثر مما فعلت "

إبتسم و هو يحك رقبته بخجل ليهمس لنفسه :" قطة غاضبة " ثم اتجه نحو فتى قائلا :" ما اسم تلك الفتاة ؟! "، تجهم وجه ذاك الفتى ليبتسم محاولا كبح غضبه، ليس ذنب زين أنه لا يعرف من ذاك الفتى، إنه نفسه من ساعدته سلسبيل ليتخطى جرح فراق حبه الأول، ليقع بحبها هي، ما الذي فعلته هذه البريئة في قلوب من حولها ؟!!، مد زين يده للفتى بعد أن لاحظ شروده قائلا :" آسف سألت مباشرة ... أنا زين مالك، قابلت تلك الفتاة صدفة ... أقصد ذات الحجاب الزهري ... و أشعر برغبة شديدة في التعرف عليها ... هل تعرفها ؟! "، إبتسم الفتى ليقول :" أجل ... إسمها سلسبيل ... و لا تنخدع بحدة طباعها فقلبها يشع نوراثم صافح زين قائلا :" و أنا عمر إبتسم زين بخفة، فقد كان يعرف مسبقا أن هذه الفتاة مميزة عن غيرها، لم يعد إليها ليعرف اسمها بل لأن نظراتها إليه حين ضاق تنفسها جعله يعجز عن النوم طوال الليل، و هو يفكر بمستوى جاذبية تلك النظرة، هو لا يدري حتى لما عاد مجددا بحثا عنها لكن شيء ما بداخله كان يلح عليه أن يراها مجددا، جلس في مقعد سيارته يتصفح هاتفه و هو بانتظار خروج سلسبيل من المدرسة، ليرن هاتفه معلنا ورود مكالمة، ليرد بصوته ذو البحة المميزة

-" Hi Lana "

-" Zayn, est tu ?! Tes parents sont très peur, stp revient à la maison, au moins pour ta mère,Zayn tu nous manque ... "

-" Lana, je suis vraiment besoin d'être seul, loin de la maison, loin de pays, loin des problèmes, je suis besoin du calme, svp ne me dérange pas "

كاد زين أن يقطع المكالمة لو لم يسمع صوت والدته التي بدت تبكي و تخاطبه

-" عزيزي زين، أرجوك عد إلى فرنسا، ستتحسن الأمور أعدك، سنتخطى معا ما حدث "

-" آسف أمي لا يمكنني ذلك حاليا، أحتاج فعلا للبقاء بمفردي، أرجوكم دعوني و شأني، أحتاج تصفية ذهني، علي تخطي الأمر بمفردي "

-" زين بني أنت تسلك الطريق الخطأ "

-" لا طريق واضح أماه، لكنني سأنهار لو عدت الآن، أرجوكم كفوا عن البحث عني "

أنهى زين المكالمة و أغلق هاتفه، لتغرق عينيه بدموع كريستالية تتسارع للنزول على وجنتيه، وضع رأسه على المقود لترتفع شهقاته

رفع رأسه ما أن سمع طرقا على نافذة السيارة، لتتوسع عينيه حين رأى سلسبيل، ابتسمت بلطف و مدت له منديله، نظر إلى المنديل و وجد أنها رسمت فيه وجها ضاحكا فالتفت إليها لتقول :" شكرا على إعارتي إياه أمس، أظنك في حاجة إليه أكثر مني اليوم "

مسح دموعه بباطن يده و ابتسم بخفة بعد أن أمسك المنديل ينظر إلى الوجه الضاحك الذي رسمته بقلم حبر أسود في طرفه، لتردف قائلة :" هناك حكمة خلف كل ما يحدث "، ثم غادرت تاركة الشاب الحزين في حيرة، و كلماتها تتردد في مسامعه

- هناك حكمة خلف كل ما يحدث

- هناك حكمة خلف كل ما يحدث

- هناك حكمة خلف كل ما يحدث

لترتسم على شفاهه تلك الابتسامة الجذابة هامسا لنفسه :" و ما الحكمة من دخول ملاك مثلك إلى حياتي ؟! "

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن