استيقظت عند الساعة السادسة صباحا، رتبت الزاوية التي خصصتها للقراءة، فالقراءة تشكل جزءا لا يتجزء من حياتي، و حين انتهيت من الترتيب جلست على الكرسي حاملة كوب القهوة بين أناملي، لتتسلل صورة بيرك إلى ذهني، لا أدري لم أشعر أنني أعرفه، و لا أدري لم بدت نظرته معبرة
قاطع شرودي صوت المنبه، أطفأته لأتجه نحو غرفتي، غيرت ثيابي و حملت حقيبتي متجهة نحو المستشفى، سرت بخطواتي الثابتة لأسمع صوتا مألوفا يخاطبني، أغمضت عيناي بقوة، لا يمكنني نسيان صوته، و كيف أنساه و هو أول من تسلل إلى فؤادي، استجمعت قوتي لألتفت إليه ليقول بصوته الذي لطالما تعلقت به، صوته الذي كان أنيسي في أقسى المواقف و أهونها-" مرحبا جيني "
ابتلعت ريقي لأرسم على وجهي أعرض ابتسامة و أجيب بهدوء
-" أهلا ستيف "
كنت مستغربة من توتري من وجوده، فقد كان دوما قريبا مني، أقرب صديق ثم حبيب ليصبح بعد ذلك غريبا، حكم الصمت الموقف، و تبادلت النظرات ما كان دور الأفواه النطق به، ليكسر الصمت قائلا
-" هنيئا لك على نجاحك "
إبتسمت بخفة لأجيب
-" شكرا لك "
و حين لاحظ هدوئي، قرر الحديث، فقد حيره صمت الفتاة التي لم تكن تعرف للصمت معنى بحضوره، حيرته شخصيتي الجديدة، حيره ما صرت عليه، و لدروس الحياة الفضل في جعل أقوى، هز الصمت بكلماته
-" جيني كفي عن التمثيل، كفي عن خداع نفسك، تعرفين تماما أنه لا يمكنك نسياني، لا يمكنك أن تحبي أحدا غيري، و لا يمكن أن تكوني لأحد غيري ... أنا الشخص الوحيد الذي أحببته يا جيني، و أعرف أنك تعانين في غيابي فكفي عن خداع نفسك "
إبتسمت لأجيب ببرود
-" يبدو لي أنك لم تستوعب الأمر سيد ستيفن، لا يليق بأنثى مثلي أن تحيا على هامشك، و لا شيء يجعلك مميزا عن غيرك إلا حبي لك، و انصهار ذاك الحب يجعلك كغيرك تماما ... غريب "
كاد أن يتفوه بشيء، لأقاطعه
-" لا داعي لمحاولة التأثير بي ستيفن، لأنني لم أعد أتأثر بكلماتك "
ثم التفتت مكملة طريقي نحو المستشفى، تاركة إياه يتخبط في استفهاماته
________________
يتبع ...
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab