الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

16

ضربت رأسه بالجدار بقوة ليصرخ متألما، ثم نادى على لارا، حين رأيتها تسمرت مكاني، هي تذكرني بما كنت عليه في أيامي الأولى مع عصابة المنبوذين، كانت هزيلة شاحبة، و ملامحها توحي ببؤس و تعاسة، إزدادت رغبتي بضربه، كبدأت بركله و ضربه بقوة، شعرت أنني أواجه ماضيي حينها، جلست على الأرضية بإرهاق حين لمحت ابتسامة لارا الباهتة، بادلتها الابتسامة لأقول

" أتريدين تجربة شعور الثأر "

أومأت بخجل ثم دنت لضربه، صار عاجزا عن التنفس فأبعدتها عنه، لا أريدها أن تصبح مجرمة، فعالم الجريمة أسوأ من أن تستطيع العيش فيه، ركلت ذاك الوغد لمرة أخيرة فبصق دما، ثم وقفت أمام إل لأقول

" يستحسن أن تبتعد عن طريقي إل، كلانا يعرف ما حدث قبل سنوات، يستحسن ألا يتكرر الأمر أليس كذلك ؟"

بدا وقع كلماتي على مسامعه مخيفا، فلا أحد يتمنى أن يتكرر ما حدث، لقد كانت أشنع ما حدث في تاريخ العصابات، حاولت التحكم بنفسي حين تذكرت ذلك، أمسكت معصم لارا لأعيدها للمنزل، و ما أن وصلت أمام منزل آدم حتى أوقفت السيارة لأقول للارا بهدوء

" تخطي ما حدث، إبدئي حياة جديدة "

أومأت لي بألم لتعانقني بقوة، ثم ركضت نحو منزلها، للمرة الأولى شعرت أنني فعلت شيئا صائبا تماماً، رحلت بسرعة، قدت سيارتي نحو اللا مكان، هذه السيارة تذكرني بلحظات شنيعة في حياتي، خرجت منها و وقفت على الجسر المطل على النهر، لأهمس

" اشتقت إليك جايكوب ... ما زال الاعتياد على شخصيتي الجديدة صعبا، الأمر فقط أنني لا أستطيع التغلب على عذاب ضميري، أنا أسمع بكاءهم يا جايك، أسمعه كل ليلة، هذا يؤلم كثيرا "

خارت قواي و سقطت على الأرض لأجهش بالبكاء، بقيت على ذاك الوضع حتى نال النوم مني، لأستيقظ بعد ساعات، كانت الشمس قد أشرقت بالفعل، قدت السيارة عائدة للشقة

و ما أن وصلت حتى دخلت الحمام، استحممت، غيرت ثيابي و مشطت شعري، ثم خرجت لأجد تشاد قد أعد الفطور، ليقول كاسرا الصمت

" ألن تذهبي للجامعة اليوم "

" بلى سأفعل "

" أتريدين أن أوصلك "

" حسنا "

وضعت قبعتي الرياضية و السماعات في أذني تنقل لي أغنية Ed Sheeran_I see fire ، و ما أن دخلت صف الفيزياء حتى وجدت ورقة على طاولة مقعدي

[ لاقيني في الكافيتيريا بعد ساعة ^_^ ... آدم ]

_________________________

يتبع ...