14

224 23 0
                                    

#منظور_سلسبيل

ضغطت على زر تشغيل المكالمة، لأسمع صوت زين

-" أيها الأخرق ألا يكفي عبثك بمذكرتي ... و تزيد الطين بلة بالاتصال بي "

بدا كأنه متوتر، أو منزعج !!

-" زين هل أنت بخير ؟ "

-" أشعر بالتوتر الشديد، إنها نهائيات المسابقة "

-" غني من أجل أكثر شخص تحبه، لا تهتم لعدد الجمهور أو لكل ما يحيط بك، غني من قلبك، و احتل ذاك المسرح بصوتك الذهبي "

-" هذا مشجع جميلتي "

-" سأتظاهر أنني لم أسمع ما قلته ... ركز تفكيرك على من تحب و سيصبح المسرح تحت سيطرة صوتك ... تبا لا أجيد التشجيع "

-" أنت رائعة "

-" حسنا كف عن الثرثرة لقد أخرتني خمس دقائق "

-" عن ماذا ؟! "

أنهيت المكالمة لأتجه نحو دورة المياه، لا أملك وقتا لأفسر له كل ما علي القيام به من واجبات، ذاتا لا أحب الحديث ما أن أستيقظ، ما زلت أريد أن أنام، لكن لدي امتحان مهم

اتجهت نحو دورة المياه و ما هي إلا دقائق حتى خرجت، ارتديت ثيابي و وضعت الحجاب على شعري ثم خرجت من غرفتي، قبلت رأس أمي و رأس جدتي، تقبيل رأس الكبار سنا عادة قديمة في عائلتنا، احتراما لهم

نزلت السلالم متجهة نحو المطبخ لأتناول شطيرة جبن، و آخذ حقيبتي متجهة نحو الثانوية

أنهيت الإجابة على أسئلة الامتحان و تأكدت منها للمرة الثالثة ثم خرجت من الفصل لأنتظر جنى لنعود معا للمنزل

خرج أنير من أحد الفصول و بداا غاضبا

-" أنير ! ما بك ؟! "

-" طردني الأستاذ من الفصل "

ضحكت بقوة فهو مشاغب و ساذج غالبا ما تحصل مشاكل بينه و بين الأساتذة، مرت إحدى الفتيات و ابتسمت له، هو وسيم و الكثير من الفتيات يودن مواعدته، لكنه من النوع الذي لا يحب بصدق، التفت لي ليجدني أحاول كبت ضحكتي

-" لم تضحكين أيتها القزمة ؟! "

-" لا أدري كيف تعجب الفتيات بغبي مثلك ؟! "

إنفجرت ضاحكة مما زاده غيضا، عرفت أنه سيضربني على رأسي لذا اختبأت خلف جنى ما أن خرجت من القسم

و طبعا هو لا يمكنه العبث مع جنى فهي لا تحبه أبدا، و هي حادة الطباع أكثر مني بكثيييييييير

إرتفعت ضحكاتنا، لألاحظ نظرات لؤي حبيب منار في انعكاسه على نافذة الفصل

[ 📝 سبق و ذكرت منار في فصل من الفصول الأولى ]

تظاهرت أنني لم ألاحظه، لكنني استغربت فعلا من نظراته التي تخترقني، فهو صديقي بالتراسل لا أكثر، حسنا من يهتم

#منظور_لؤي

مازلت أذكر حين رأيت سلسبيل للمرة الأولى أمام باب الثانوية، تركزت عيناها الساحرتين على عيناي، هناك شيء غريب في نظرتها، يجعلك تشعر كأنها تخاطبك، لابد أنها ميزة خاصة

بعثت لها بطلب صداقة في الأنستاغرام، و بدأت بمراسلتها، لتتضح شخصيتها الطفولية أحيانا، الجادة أحيانا، و الغامضة أحيانا أخرى

هي من النوع الذي يصعب فهمه لأنها قد تتغير خلال بضع دقائق، و في النقاشات تدافع عن آرائها بكل ما أوتيت من أفكار، و هي من النوع الذي لا يفكر قبل الحديث، حتى أنها تجيب على الرسالة مباشرة بعد قراءتها

لا أدري كيف احتلت هذه الفتاة أفكاري ؟! إنها كالثقب الأسود، تسحب أي شيء يدنو منها دون أمل في الرجعة !!

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن