15

2.9K 137 1
                                    

أخذ زين يقرأ الرسالة و يعيد قراءتها، ليقول أخيرا

-" سنجد من بعث الرسالة "

لتقول له ببراءة

-" هل ستعيد إلي إبني ؟ "

ضمها بخفة و كأنه يعتذر لها عن كل ما سبب لها من أذى، ليقول بهدوء

-" سأجد ابننا "

لتبعده عنها ما أن تذكرت شيئا و تقول

-" سأشارك في مسابقة ملاكمة مساء اليوم، مواجهة ضد ريحانة "

#منظور_ضياء

بالطبع لم أخبره ليحضر و يشاهدني، بل ليشاهد شيئا آخر، و ستكون أمسية ممتعة فعلا، حينها فقط سأرد له الصاع اثنين

إرتديت ثياب الملاكمة، ربطت شعري في ظفيرة، و وضعت الكحل في عيناي، ثم حملت حقيبتي متجهة إلى موقع المسابقة رفقة سيف

#منظور_زين

نزلت من سيارة فاخرة رفقة شاب وسيم مفتول العضلات، إنه المهندس الشهير سيف الدين، و تقدمت لتصافح شابا آخر بثياب فاخرة و جسد رياضي، إلتفت لتتسع عيناي، كان رجل العصابات فهد، لتنضم إليهم زهرة أشهر سيدة أعمال في البلد، و المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تقدم ريان منهم، عدوي اللدود، صديقي القديم، و منافسي في العمل، هي تريد إعادة إحياء الماضي، تريد تذكيري بذلك اليوم الذي دعوتهم فيه إلى منزلي و طلبت منها إعداد الطعام، فلم يعجبهم و صفعتها أمامهم، تريد تذكيري بمواعدتي لزهرة، و إخبارها طوال الوقت أنها لن تكون مثل زهرة أبدا، و ذلك اليوم الذي كانت فيه زهرة معي في المنزل، فنعتت ضياء بالمجنونة، و كادت هذه الأخيرة أن تصفعها فأمسكتها من شعرها بقوة و أخبرتها أنها لن تصل إلى مستوى زهرة أبدا، و حين كنت أهينها دوما و أضربها طوال الوقت أمام ريان، هي تعمدت تذكيري بذنوبي، دخلنا القاعة و جلس كل في مكانه، لأنتبه لوجود جوهرة أيضا، صعدت ضياء و ريحانة إلى حلبة الملاكمة، في تلك اللحظات القصيرة تذكرتُ كل صفعة وجهتها لها، كل ضربة، كل ركلة و كل إهانة، و لا أدري لما ضاق صدري كثيرا و شعرت بالاختناق، كل لكمة كان توجهها ريحانة إلى ضياء كانت تعيدني إلى الماضي و تؤذيني بقسوة، وقعت على الأرض خائرة القوى، و وقع معها قلبي من الندم، إستقامت ضياء بصعوبة و بدأت تسدد اللكمات لريحانة، بدت و كأنها تصب غضبها عليها، كادت أن تقتلها، حتى تدخل المدربين و الجمهور، لم تحترم قوانين المسابقة، بل نسيت تماما أين هي أو ما تفعله، و كل ما عرفته أنها غاضبة جدا، و ستحرق بغضبها كل شيء .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن