18

129 8 0
                                    

نظر إلي آدم عاجزا عن التفوه بشيء، ليقول متلعثما

" ماذا حدث بعد ذلك ؟ "

" مرض الزعيم، سلمني مسؤولية القبيلة و كل شيء، لم يصعب الأمر علي كثيرا، فلطالما كنت الذراع الأيمن للزعيم، لكن جايكوب جعلني أدرك سوء ما أقوم به، ساعدني على معالجة إدماني على الهيروين "

توقفت عن السرد حين تسلسلت بقية الأحداث أمامي، إلتفتت لأركض نحو بوابة السطح، تمنيت لو لم أخبره بشيء، لأنني لن أستطيع إخباره بالمزيد، ركضت نحو المنزل دون أن أكلف نفسي عناء الالتفات لنداءاته المستمرة، استمررت بالركض دون توقف، ثم أوقفت سيارة أجرة لتقود بي نحو المقبرة، جثيت على ركبتاي أمام قبر أوليڤيا، و بقيت أحدثها بألم إلى أن غفوت، و ما أن استيقظت حتى لمحت أسوارا غريبة عن ذاكرتي، أدركت أنني لست في شقتي و لا حتى في مسكن أعرفه، لأسمع طرقا على الباب، و ما أن آذنت بالدخول للطارق حتى دلف رجل طويل القامة، لم يسبق أن رأيته، إبتسم بخفة، ثم جلس بجانبي، لم أصدر ردة فعل، ليقول بتوتر

" هل أنت بخير ؟ "

لم أجبه، بل بقيت أتأمل خصلات شعره البيضاء، و التجاعيد المخططة على وجهه، أخفض وجهه ليدف

" أنا آسف لأنني لم أكن بجانبك "

عرفت أن ما سيأتي بعد هذه الجملة سيكون وقعه مؤلما، لكنني لم أنبس ببنة شفة فقال

" كنت والدا سيئا ... لكن ثقي بي لم أكن أعرف بأمرك "

إستقمت بهدوء و برود، ارتديت معطفي ثم خرجت، غادرت ذاك المنزل عائدة لشقتي، للمرة الأولى شعرت برغبة في مشاركة أحزاني مع أحد، طلبت من تشاد أن يظل معي، لأنه غالبا ما يخرج في مثل ذاك الوقت، و قد قبل ببساطة، قلت له بهدوء

" أتظن أن الحياة عادلة ؟"

أجاب بإيجاز

" أجل "

إبتسمت له بألم و انكسار ليبتسم ببراءة، " آسفة تشاد فأنت لا تعرف شيئا عن الحياة بعد " .

_____________________

يتبع ...

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن