الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

١٣

#جينيفر

-" توأم الروح هو مثل الصديق المقرب و لكن أكثر ... هو شخص واحد في العالم يعرفك أكثر من أي شخص آخر ... هو شخص يجعلك أفضل، في الحقيقة هو لا يجعلك أفضل أنت من تجعل نفسك كذلك، لأنه يلهمك. توأم الروح هو شخص يبقى معك للأبد، هو شخص واحد يعرفك و يتقبلك، و يثق بك قبل أي شخص آخر أو عندما لا يفعل أحد ذلك ... و مهما حدث ستظل تحبه، لا شيء قد يغير ذلك "

أنهيت قراءة ذاك الكتاب لأضعه على الرف، و أقوم من المقعد متجهة نحو المطبخ، أعددت كوب قهوة و شطيرة بمربى الفراولة، ثم تناولت فطوري لأتجه نحو المستشفى

دخلت بوابة المستشفى لأحيي الموظفين و أصعد إلى الطابق الثاني حيث مكتبي، جلست على كرسي المكتب و شرعت بالعمل ليقاطعني صوت طرق الباب، أذنت للطارق بالدخول، ليدلف ستيف

نظرت إليه ببرود ثم أعدت النظر للأوراق، لقد كانت خطوته هذه متوقعة خاصة بعد لقائنا الأخير، تقدم و جلس على الكرسي بهدوء، ليقول أنه جاء لأخذ نتائج تحاليل فتاة ما، و بحكم صرامتي في آداء واجبي، أو بالأصح بحكم الفضول الذي دغدغ مشاعري، سألته عن العلاقة بينهما، قائلة بأن المستشفى يحافظ على خصوصيات المرضى، رغم أن هذه العبارة سمعتها كثيرا في الأفلام فحسب

لينطق بتلك الكلمات الطاعنة، و ليتني فقط لم أسأله

-" إنها خطيبتي، فهلا أعطيتني تلك الأوراق رجاءا "

تأكدت منها لأعرف أنها تعاني من انخفاض في ضغط الدم، ثم طلبت منه الذهاب عند الطبيب للتأكد من أمورها و معرفة ما يجدر بها شراؤه من وصفات طبية و أدوية

إلتفت ليغادر، و تزامن ذلك مع دخول بيرك لمكتبي، بحق الجحيم ما الذي جاء به ؟! تبادلا هو و ستيف نظرات حادة عجزت عن تفسيرها، ليقول ستيف موجها كلامه لي دون أن يزيح عينيه عن بيرك

-" أرى أن لا أحد يحترمك هنا آنسة جيني، الجميع يدخل و يخرج كيفما شاء "

ليجيبه بيرك ببرود

-" إن كنت قد انتهيت فتفضل بالخروج رجاءا، فلي حديث مع الآنسة "

قلب ستيفن عينيه بانزعاج، و لا أحد يعرفه أكثر مني، حتى أنني حفظت أدق تفاصيله، و أعرف أنه غاضب كل الغضب، و سيصب غضبه في أقرب ما يقف في طريقه، ليس غيرة علي، بل هي مسألة " تملك "، فقد فهم أخيرا أن لا شيء يربطنا بعد الآن، و تأكد من أنني لست تلك الأنثى التي تتعلق بمن لا يحترمها، من لا يستحقها

نظرت إلى بيرك الواقف يتأملني، لأقول رافعة حاجبي

-" ما الذي جاء بك ؟! "

ليجيب ببروده المعتاد

-" لقد رحلتي فجأة و لم يتسنى لي إخبارك أن مسألة واجب الفلسفة إجبارية، و لا مجال للتهرب "

____________________

يتبع ...