إنها المرة الأولى التي تتخلف بها عن موعدها مع سيف، لم تذهب لملاقاته، بل كان الألم مضاعفا هذه المرة، بحيث صار من الصعب عليها التفكير بأي شيء، اتجهت مباشرة نحو منزلها، و بالضبط نحو الحمام بخطوات متثاقلة، لم تأبه ببرودة المياه، بل استمرت بإفراغها على جسدها الذي يكاد يتجمد، و حين انتهت أخيرا وضعت بعض المرهم على جراحها، و استلقت على الأريكة بصعوبة، لكن صوت الطرق على الباب جعلها تفتح مقلتيها و تتجه صوبه لفتحه، ثم قلبت عينيها عند رؤية سيف، و تركت الباب مفتوحا ليدخل، و عادت للأريكة مجددا، بينما هو كان مغتاظا
-" أين كنتِ آنسة ضياء ؟! لقد بقيت بانتظارك لوقت أطول من المعتاد بكثير .. "
-" سيف .. قررت السفر إلى شمال البلد "
-" أنتِ بالطبع تمزحين "
-" قررت و انتهى الأمر "
-" سأذهب معك "
-" لا .. لن تفعل "
-" قررت و انتهى الأمر "
-" سيف لا يمكنك ترك عملك "
-" ماذا عن عملك ؟ "
-" سيف لقد عملتَ بجد لتصبح مهندسا ناجحا "
-" هذا ينطبق عليكِ أيضا "
-" اللعنة "
-" يمكنك قول ما تشائين عزيزتي، لن تسافري بمفردك "
تنهدت مستسلمة فهي تعرفه جيدا، و تدرك أنه لن يتراجع، أعدت العشاء دون أن تكلف نفسها عناء الاهتمام بوجوده، كانت تتصرف معه ببرود أكثر من المعتاد لتبين له مدى غضبها، لكنه لم يأبه بذلك، بل بدأ بالنقر على هاتفه ليضاعف من غضبها، وضعت الأطباق على الطاولة لينضم إليها سيف، الذي لاحظ تفقدها لهاتفها باستمرار، مما أوحى له أنها بانتظار مكالمة ما، لكنها لم تهتم لانتباهه، إلى أن رن الهاتف بالفعل فاستأذنت و خرجت إلى الشرفة، مما جعله يضع الشوكة على الطاولة بغضب و فضول، و يتفوه بشتائم كافية لإظهار مدى الضيق في صدره، لكنها كانت تتحدث بجدية بالغة، حتى أنها ابتسمت بضع مرات مما جعل البركان في صدره على وشك الانفجار، لأنه متملك، و يريد أن يكون صديقها الوحيد، لا أن يظهر فرد جديد في الميدان، و كونها لم تحظى بصديق آخر من قبل جعله يتفاجؤ الآن .
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab