إنتهت الحصة الدراسية لأتقدم من إحدى الطالبات لأسألها عن إسم ذاك الفتى الذي كان ينظر إلي، لتجيب بنبرة غريبة :" إنه بيرك أتان، يستحسن ألا تتقربي منه، فهو مزاجي جدا، مكتئب، وحيد على الدوام و منبوذ، منذ أن عرفته و هو على هذا الحال، يكون طيبا جدا أحيانا، و كالوحش في بعض الأحيان "
و بينما كانت تلك الطالبة تتحدث، لمحت بيرك على دراجة نارية سوداء و رمقني بنظرة عجزت عن إيجاد تفسير لها، كان كأنه يخاطبني، و أبلغ اللغات هي لغة العيون
أزحت عيناي عن ملامحه، لألتفت متجهة نحو بوابة الجامعة، سمعت رنين هاتفي، و ما أن قبلت الاتصال حتى وردني صوت سلينا من الطرف الآخر للخط، قائلة أن حبيبها سيأتي غدا للمنزل لطلب يدها للزواج، و سيرافقه والديه، اتسعت عيناي و قفزت من شدة الحماس، فهما يتواعدان منذ المدرسة الثانوية و قررا إكمال حياتهما معا
طلبت مني الذهاب إلى محل الأثاث المنزلي لأعطي لمديره عنوان منزلنا ليوصل الأثاث الذي طلبته سلينا، تنهدت بانزعاج فقد كنت أود الذهاب إلى الميناء لتصفية ذهني، لكن الآن بات لدي الكثير من الأمور علي القيام بها
بعد ساعات ...
أنهيت مساعدة عمال ترتيب الأثاث، و إرشادهم على ما يجدر بهم فعله، ثم ساعدت سلينا بالتنظيف، فعلينا الاستعداد قبل الغد، لذا صفقت بحرارة حين انتهينا
قفزت على السرير بسعادة فقد اجتزنا الخطوة الأولى، و علي أن أغيب عن المحاضرة غدا لنكمل التجهيز، و ما هي إلا لحظات حتى قفزت سلينا بجانبي على السرير، نظرت إليها لتقول بدفء
-" لن أتخلى عنكم حتى حين أتزوج سأزوركم كل يوم "
إبتسمت لها باتساع، لتفر دمعة من مقلتي، فقد كانت سلينا من تعيلنا منذ وفاة والدي، كانت هي الأخت الكبرى و هي من تحملت كل المسؤوليات بعده، تخلت عن حلمها بدخول كلية الهندسة و التجأت للتعليم لاختصار الطريق وصولا للعمل، و رغم أن راتبها لا يتجاوز ست آلاف درهم إلا أنها عرفت كيفية التسيير، و لا أحد يفوق أختي سلينا حكمة، عانقتها بقوة، لتقول
-" جيني ستخنقينني، و سينتقم منك توبي لأنك قتلتني قبل زفافنا "
ضحكت بقوة، ليقفز جان علينا، فترتفع ضحكاتنا على طفوليته، و يبدأ هو بالتذمر من كونه لم يحصل على غرفة خاصة به، لأمسح على رأسه قائلة
-" لم يكن المال كافيا لذلك، و ستبيت مع أمي ريثما أنال راتبي، حينها ستحصل على أجمل غرفة "
نظر إلي محاولا التأكد من صحة كلامي، ثم ابتسم باتساع، ليقول بأن والدتي أعددت الباستا، و ركض نحو المطبخ تزامنا مع نهاية جملته، لنتسابق أنا و سلينا نحو المطبخ، فكلنا نعشق الباستا التي تعدها أمي .
_____________________يتبع ...
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab