9

3.5K 155 0
                                    

بقيت واقفا أنظر إليها ببلاه، لترحل ببساطة، أدركت حينها أن هذه ليست ضياء التي عرفتها، بل نسخة شرسة عنها، إنها مستعدة لسحق كل ما يعترض سبيلها، دخل هشام حاملا بعض المعلومات التي طلبت منه إحضارها و كانت بالطبع عن زوجتي عشيقة المتاعب، ليقول برسمية

-" إنها مهندسة في شركة إ.ر.ي للعمران، و هي عضوة في نادي ملاكمة، ملقبة باللبؤة لضرباتها العنيفة و الشرسة، سجلها نظيف، لكنها على اتصال بواحد من أشهر رجال العصابات في العالم "

-" فهد ؟! "

-" أجل "

لعنت بكل شتيمة عرفتها يوما، لابد أن توقعني في مصائب أنا في غنى عنها، أعرف أن الانتقام ليس السبب الوحيد الذي جاء بها إلي، لابد من وجود سبب أعظم خلف ذلك، سحبت معطفي و هممت بمغادرة المنزل لكن فكرة مثيرة زارت ذهني، تفقد غرفتها، كانت مغلقة بالقفل، أخذت سلكا من القبو و استغللت مهاراتي في فتح الأبواب لأقتحم غرفتها، لم يكن هناك شيء ملفت للانتباه غير صورة تحت وسادتها، إنها لجنين في رحم أمه، نظرت للتاريخ لتتسع عيناي، إنه قبل خمس سنوات، بعد زواجنا بسنة واحدة !! ابتلعت ريقي بصعوبة، لأقرأ التاريخ مجددا

حين سمعت صوت خطوات متجهة إلى هذه الغرفة، التقطت صورة سريعة لعنوان المستشفى المكتوب خلف الصورة و أعدتها لمكانها، ثم خرجت من غرفتها و أقفلت الباب كما وجدته، اتخذت خطواتي نحو مكتبي، أسير بين جدرانه ذهابا و إيابا بغير هدى، لأقرر أخيرا الذهاب إلى تلك المستشفى، جلست في الكرسي المقابل لمقعد الطبيبة، أبت إخباري بأي شيء قائلة بأن المستشفى تحافظ على سرية المرضى و سخافات كتلك، لأنفعل و أدفعها نحو الجدار مشددا على رقبتها، لتقول و هي تكاد تختنق

-" سأخبرك بكل شيء .. أقسم لك .. فقط ابتعد عني "

أبعدت يدي عنها لتشهق بعمق، ثم تقول بخوف

-" ضياء .. حين زارتني للمرة الأولى كانت ترتجف كانت مرعوبة من فكرة حملها، صارحتني بأن الطفل سيشقى إن ولد، و أنها لا تريده أن يرى والده العنيف و والدته الضعيفة، بكت بحرقة ذلك اليوم، لكن بعد فترة تقبلت وجود ذلك الكائن في أحشائها، و استعدت لمواجهة أي شيء لأجله، كلما قدمت للمستشفى كانت تأتي بوجه منقوش بالجراح و الكدمات، كانت تنجح في إنقاذ طفلها في كل مرة عدا ذلك اليوم، حيث كانت في شهرها الثالث، لكمها بقسوة و ركلها في معدتها بقوة، لم ينج الطفل، قتل طفله، و دخلت ضياء إثر ذلك في غيبوبة "

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن