الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

٥

وقفت أتأمل منزلنا الجديد، لقد وفرت سلينا كل المال الذي كسبته من عملها لشراء هذا المنزل، و أدرك مدى سعادتها لأنها حققت حلمها أخيرا، لاحظت اللمعان في عينيها و هي تتأمل تفاصيل ذاك المبنى، هو أجمل بكثير من منزلنا السابق، و سيكون نقطة انطلاق لنا لبداية جديدة

استلقيت على الفراش بتعب بعد أن أنهيت ترتيب غرفتي الجديدة، و ترتيب أغراضي فيها، شعرت بإرهاق شديد، و ارتخى جسمي حين طرحته على السرير المريح، أغمضت عيناي لينال النوم مني

أيقظني جان، لأنظر إلى المنبه بالقرب مني، فأنتفض من السرير، علي الاستعداد للذهاب إلى المستشفى، فهو أول يوم لي بالعمل كممرضة رسمية

ارتديت قميصي القطني و سروال الجينز و حذائي الرياضي، ثم حملت حقيبتي متجهة نحو المستشفى، كان أكبر من المستشفى الذي تدربت فيه، فمن الصعب عد عدد الغرف فيه، دخلت متجهة نحو المصعد لأتجه إلى الطابق الثالث، و بالضبط إلى مكتب المدير، و بعد الحديث معه أدركت كون العمل معه لن يصعب، فرغم صرامته إلا أنه يبدو طيبا، صحيح أن المظهر لا يكون كافيا دوما لمعرفة شخصية الفرد إلا أن حدسي لم يسبق له أن أخطأ، قال بأنني سأعمل انطلاقا من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة زوالا، و بأنني سأحصل على راتبي في نهاية كل شهر، و الذي يقدر بخمسة آلاف درهم، أومأت له ثم غادرت، فقد قال أنني لست مجبرة على بدأ العمل منذ اليوم، و بأنني سأبدأ بشكل رسمي منذ الغد

تنهدت ما أن تذكرت أن علي العمل لأربع ساعات فحسب، و طرح ذهني فكرة لاستغلالها في بقية ساعات اليوم، إنها " الدراسة "، سأعود للجامعة، لمعت الفكرة في ذهني، لأتجه نحو أقرب مطعم لشراء فطائر الشكولاطة احتفالا بذكائي، بالطبع لن تكون كالفطائر التي تصنعها أمي لكنها كافية لسد رغبتي بتناولها

_______________

يتبع ...