23

131 7 0
                                    

جلست على الأريكة القريبة منها، لتقول

-" أقدم لكِ إبني جون "

نظرت إليها بعدم تصديق، لتردف

-" حدث الكثير لكن لم أستطع كتابة ذلك في المذكرة فكما ترين أصابعي..."

أومأت لها لأقول بهدوء

-" آسفة لذلك "

خُيل لي أنها إبتسمت لتبدأ الحديث

-" ساعدت الشرطة في القبض على المجرمين، القتلة في مختلف أنحاء البلد، كان ذلك تكفيرا على ذنوبي، عملت مع أحد رجال البوليس السريين، كان يدعى شاهين
كنت حينها في الثامن و العشرين من عمري، لاحظت ملاحقته لي، حين أجلس في المقهى يجلس بالجوار، و كذلك أينما ذهبت، إلى أن لحق بي في أحد الأحياء الخالية، فالتفتت إليه ليبتسم ببلاهة و ما كان منه إلا أن يخبرني بكونه رجل بوليس سري، قطبت حاجباي فمن المفترض أن يلقي القبض علي، لكنه أجاب بصوته المبحوح قائلا

- أنا من وجدت الظرف الذي وضعته أمام المخفر، و في الواقع استبدلته بآخر، يمكنك القول أنني صرت مهوسا بجمع المعلومات عنك، لكن لم تعد هنالك فائدة من إلقاء القبض عليك، بل الفائدة في الحصول على مساعدتك للنيل من المجرمين الذين  صار الخروج من عالم الجريمة بالنسبة لهم غير ممكن -

كان الحديث بيننا طويلا، و قال أن الشرطة قد تجدني إن بقيت أتنقل في الجوار، و عرض علي مرافقته لقصره، هذا القصر كما ترين، كنا نخطط هنا و نضع المعلومات أمام المخفر حين ننتهي، كان رجلا حاد الطباع، غريب الأطوار، و مهوسا بالترتيب أحيانا و أحيانا أخرى يترك كل شيء في حالة فوضى عارمة، كان العيش معه صعبا، لم يكن ينام إلا قليلا، و غالبا ما يكون خارج المنزل، تطلبت مني معرفته الكثير من الوقت، و انتهى بنا الأمر نصبح أصدقاء، كانت شروط صداقتنا إقلاعه عن الخمر، و ما كان الأمر بالهين عليه إلا أنه التزم به، علمني أن الأوان لا يفوت أبدا، كان من النوع شديد التفاؤل و الإيجابية، كما كان طباخا موهوبا "

ضحكت بخفة، ليربت جون على كتفها، و كأنه يشجعها على إكمال السرد، لتقول

-" معا أنشأنا حديقة في الطابق الأرضي للمنزل، زرعنا مختلف الأزهار، و تعاوننا للاعتناء بها، و أحيانا كنا نقرأ الروايات معا، يقرأها أحدنا و الآخر يستمع، أو أعلمه فنون القتال، و أحيانا أساعده في كتابة المزيد عن البافياه كابال، إعتيادنا على بعض، و تشاركنا أبسط التفاصيل جعلنا نتعلق ببعض أكثر، و بشكل ما أحببنا بعض "

ضغطت على زر ليرتفع ستار من الجدار المقابل للجدار حيث صورتها و جايكوب، لتظهر صورة لها مع رجل يبدو أكبر منها بقليل، شعره أشعث و بنيته متوسطة، لكن بدا كل منهما في قمة السعادة أثناء التقاط الصورة، تلك السعادة النابعة من الأعماق

____________

يتبع ...

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن