الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

15

#منظور_سلسبيل

جلست أمام شاشة التلفاز، أنتظر بداية برنامج مسابقة الغناء، أجل رغم حدتي مع زين إلا أنني أعتبره صديقا لي، و يعجبني نوعا ما اهتمامه بي، و يعجبني أيضا كونه يحادثني في مراحل ضغطه، سررت حين أخبرني عن توتره، لا داعي للحديث عن كل هذا، ذاتا لا تتسرعوا بالحكم، فالإعجاب و الحب هنالك فرق شاسع بينهما، و إن تحدثت عن عدد الذين أعجبت بهم فقد أهرم و لن أكمل العد، كان ذلك تعبيرا مجازيا

المهم أنني تتبعت البرنامج بتركيز كبير، حتى ظهر زين على المسرح، بدا وسيما أكثر من أي وقت مضى، هل قلت وسيم ؟! يبدو أن هذا من تأثير التوتر، فأنا أوده أن يفوز، لأنه أكبر حلم له، حسنا دعونا من هذا فغالبا ما أقول أمورا تافهة حين أتوتر

غنى أغنية Unbreakable ... أغنية Faydee

أحب تلك الأغنية كثيرا، إبتسمت و عيناي غرقتا بالدموع، إبتسمت بألم، فلطالما اعتبرت تلك الأغنية تمثل شخصيتي، غير قابلة للانكسار، انتهى من الغناء ليصفق الجمهور له بحرارة، ظننته سيجلس في مقعده، لكنه لم يتخلى عن الميكروفون، ليقول بصوته ذو البحة المميزة

-" أخبرتيني صباحا أن أغني لأجل شخص أحبه، لذا غنيت اليوم لأجلك، أعرف مدى حبك لهذه الأغنية و أعرف أنها تمثلك، سأشكر تلك المذكرة لاحقا "

تسللت الدموع من عيناي، و لم أشح بنظري عن التلفاز، رغم أنني شعرت للحظة أنه ينظر إلي بالفعل، بدا فخورا بنفسه أكثر من أي وقت مضى، بدى سعيدا، ليردف

-" لهذا غنيت لأجلك ... من بين جميع من عرفتهم كنتي الوحيد الذي أشعرني بأنني موجود، الشخص الوحيد الذي لم يهتم لمكانتي الاجتماعية بل تصرفتي معي على سجيتك، الشخص الذي رسم وجها ضاحكا لأبتسم رغم الألم، رغم أنني كدت أسبب بفقدان حياته "

توقف عن الحديث، مسحت دموعي و لم تنمسح الابتسامة من وجهه، بدى كأنه تذكر شيئا ما ليقول

-" غنيت لأجلك يا حادة الطباع المميزة ... لأنني أحبك غنيت لأجلك "

كاد قلبي يقفز من موضعه، أحقا يتحدث عني ؟! غنى لأجلي في نهائيات مسابقة أحلامه ؟! ابتسمت بغباء، ليصفق له الجميع بقوة، و لم يسلم من أسئلة مقدمي البرنامج حول ما قاله، لكنه كان متحفظا جدا، لتقول إيما بحماس

-" ترقبوا نتائج التصويت بعد الفاصل "

لقد سبق و صوتت لزين، لذا ما كان علي إلا انتظار إعلان النتائح