10

3.4K 158 0
                                    

كل ما استمر بالتردد على ذهنه هو

-" قتلت طفلي "

-" قتلت طفلي "

خرج من المستشفى بهدوء، يتذكر ضياء الشاحبة بعد استيقاظها من الغيبوبة، يتذكر ضربه المبرح لها، يتذكر أنه كان سيحظى بطفل منها لو لم يركلها و يموت، لأول مرة شعر بالهزيمة، شعر بالحزن، بالألم، كل المشاعر السيئة اجتمعت بداخله، لكنه قاد سيارته و هو يحاول كبح البركان الذي على وشك الانفجار في صدره، ركنها أمام منزله ليترجل للداخل، حيث كانت ضياء جالسة بالقرب من النافذة تنظر إلى قفازات ملاكمة بشرود، لتلقيها بهدوء على الأريكة المقابلة لها، لأول مرة يشعر بالذنب و هو يرى ما صارت عليه بسببه، لكنه يدرك جيدا أنها لن تعود كالسابق أبدا، انتبهت لوجوده لتقول بنبرة عميقة

-" ضيفتك قد وصلت "

لتردف بابتسامة باهتة

-" إبنك لا يشبهك سوى في الملامح .. هو فتى صالح "

شعر بغضة عالقة في حلقه، لا يعرف بالضبط لما أحضر عشيقته و طفلته لمنزله، و لكن كل ما يعرفه أن هذا ليس وقت التفكير في أي شيء، لكن الظلام ما زال يطارده، أغمض عينيه بألم لتقول هي بنبرة باردة

-" لا تقلق لن أؤذيهما "

ثم صعدت لغرفتها تاركة إياي أتخبط بمفردي، لم أستطع كبح دموعي أكثر من ذلك، لقد كانت محقة حين نعتتي بالوحش، لم يكن زواجها بي ذنبها، هي كانت ضحية أيضاً

أشارت الساعة إلى الثامنة مساءا لأتجه نحو قاعة الطعام، إنه موعد العشاء، كانت ضياء جالسة على المقعد المقابل لمقعد جوهرة ( عشيقة زين )، و رنا جالسة على المقعد المقابل لمقعد جهاد ( ابن زين )، كانت ضياء مهتمة بتناول طعامها حين قالت رنا ببراءة

-" أمي لقد زارني فهد في المدرسة "

بصقت طعامي و بدأت أسعل بحدة، بينما وجهت ضياء نظرها إلي رافعة حاجبها، لتردف رنا

-" لقد أحضر لي الكثير من الشكولاطة، و قال بأنه سيأخذنا إلى السينما غدا "

ابتسمت ضياء لرنا ثم حملتها نحو الحمام لتغسل لها يديها بينما زين كان ينظر للفراغ بشرود، الكثير من الأحداث بانتظاره .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن