#منظور_زياد
كنت متجها مع كرم نحو الفصل، و بينما نعبر أروقة الثانوية، مرت سلسبيل بشكل معاكس لاتجاهنا، لتلتقي عيناي بعيناها البنية الداكنة، اخترقتني نظراتها وصولا لمعدتي لتدغدغها مرورا إلى فؤادي الذي دقت ناقوسه ليخفق بقوة، لقد أيقظت الغريبة قلبي !!
استمر ارتكاز عينيها البنيتين على عيناي عشرون ثانية شعرت كأن شيئا قويا يجمعني بها و انتابني الفضول لمعرفته، فقررت أن أعيش مغامرة استكشافها و لو كلفني الأمر أن أصبح ظلا لها، صعدت إلى الطابق الثاني أنظر إليها من شرفة الثانوية، كان رأسها منخفضا، و تتحاشى النظر في التلاميذ المارين بجانبها، بشرتها السمراء تتناسب مع عينيها الساحرتين، و الألوان كانت متناثرة على ثيابها، بدت غير معجبة بالتناسق، أما حجابها فقد كان ثابتا على رأسها يجعل من المحيطين بها يغدقون عليها بالاحترام، خطواتها كانت ثابتة بطيئة، و ما هي إلا خطوات حتى وصلت إلى بوابة الثانوية حيث تنتظرها صديقاتها، ابتسمت لهن حتى ظهرت تلك الغمازة في خدها الأيمن، و لم أنتبه إلى الابتسامة الغبية التي ارتسمت على فمي حتى سمعت صوت كرم يخاطبني، و لم أستطع منع نفسي من إخباره بمدى إعجابي بتلك السمراء ذات النظرة الثاقبة و يا لذاك الشعور الذي اعتراني بعد جوابه حين قال :" لقد اعترف أحد التلاميذ بحبه لها مساء أمس، لكنها رفضت مواعدته، و قالت أن مبادءها لا تسمح لها بالمواعدة "، لا أدري إن كنت غاضبا لأن أحدهم اعترف لها قبل أن أفعل أو منزعجا لأن مبادءها تتعارض مع مسألة المواعدة، لكن لم أتمكن من كبح فضولي بمعرفة هوية هذا الجريء الذي خطى هذه الخطوة الصعبة، لأدرك أنه نائل الأشقر، اشتعل شيء بداخلي، لم أود أن يعجب بها غيري، و لا أدري كيف صرت متملكا لهذه الدرجة، لم أرد أن يلاحظ كرم انزعاجي لذا ابتسمت له أكبر ابتسامة مزيفة، لندخل الفصل و يشرد ذهني في استرجاع ملامحهابعد انتهاء الحصة الدراسية المملة اتجهت إلى المنزل، و ما هي إلا دقائق حتى وصلت، استلقيت على الأريكة بإرهاق، و أمسكت هاتفي أبحث عن حسابها بالفايسبوك، لكنني لم أجده، فاضطررت لسؤال ياسر، و هو حبيب صديقتها، بعثت لها بطلب صداقة، لكن يبدو أنها لم تلاحظه، أو ما زالت لم تلاحظ وجودي و لا تعرفني
#منظور_سلسبيل
كان يوم أمس مرهقا، اعتراف نائل ذاك المفاجئ و بوجود أصدقائي جعلني أتمنى انشقاق الأرض لابتلاعي، و ببساطة ينتظر مني قبول مواعدته !!
جلست مع صديقتي روان، أستمع لمحاولاتها المستميتة لإقناعي بمواعدة ابن عمها نائل، لكن ذهني كان شاردا في التفكير بلغز رواية جاب الحروف للكاتبة iisherlo، لتنتقل روان للحديث عن فتى آخر اسمه زيد أو زياد أيا يكن، لكنها لم تكف عن الحديث عنه هي و صديقتي الأخرى جنى، لو كانت روان وحدها من تتحدث عنه ما كنت لأعير الأمر اهتماما لأنها أعجبت بما لا يعد و يحصى من الفتيان، لكن أن تعجب جنى بأحد غير الممثلين التركيين !! هذا أمر يستدعي الدهشة، مما جعل للفضول سبيلا إلي لأعرف من هذا الذي نال إعجاب كلتا صديقاتي !!
و أثناء فترة الاستراحة طلبت من روان أن تريني ذاك الفتى، لتشير إلى فتى متوسط القامة، أسمر البشرة، فحمي الشعر، بملامح هادئة و عينان كبيرتان حالمتين، كان يبتسم لروان بخفة، لتلوح له، التفتت أنظر إليها بسخرية، و كأني أقول لها حقاا ؟!!! بحق الله كيف تعرف كل هؤلاء الفتيان الذين لم نقابلهم يوما !! لتفهم نظرتي و تقول ببساطة :" الفايسبوك يا عزيزتي " ثم تبدأ بسرد محادثاتها معه، شعرت بالملل الساحق فلو لم يرن الجرس معلنا انتهاء الاستراحة لاضطررت لسماع المزيد و المزيد من تفاهاتها حول المعجبين و ما إلى ذلك .
أنت تقرأ
الدفاتر القديمة [ مكتملة ]
Teen Fictionكتاب يضم مجموعة من الروايات القصيرة ١) اللبؤة ٢) سلسبيل ٣) مهد الجريمة ٤) جينيفر قراءة ممتعة 😍❤ __________________ الغلاف من تصميم DawshetKottab