الدفاتر القديمة [ مكتملة ]

20

شغلت التلفاز، لتبدأ نشرة الأخبار، و تقول المذيعة بصوتها المغلف بالجدية

" لقد تم العثور صباح الأمس على ظرف أمام مخفر الشرطة، يؤكد أنه ما يزال هناك أفراد من البافياه كابال على قيد الحياة، من نجوا من حرب العصابات التي فتكت بعشرات الأرواح، كما تضمن الظرف أيضا أدلة على جرائمهم، و مواقع مستودعاتهم، أسماء أفرادهم، و قد داهمت عناصر الأمن المواقع المذكورة، أما عن المرسل فهويته ما تزال مجهولة "

إتسعت عيناي لأصرخ

-" كااذبة "

لقد بعثت لهم المقطع الصوتي، لِم يكذبون يا ترى ؟! لقد كتبت اسمي كاملا أسفل الظرف !!

و ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت تحطم الباب و دخول رجال ملثمين، كانوا أقوياء البنية، أعينهم شديدة الحمرة، و نظراتهم حادة، ثاقبة، عرفت حينها أنني سأدفع ثمن خطاياي، فاستسلمت لهم، ليحملوني بقوة، كان ذلك آخر ما رأيته

#منظور_الراوية

أغلقت مذكرات آنجل، و عيناي متسعتين إلى أقصى مداهما، وددت معرفة المزيد، لا يعقل أن تكون هذه النهاية، سمعت صوت خطوات لأخفي الدفتر في درج مكتبي، لتدلف شقيقتي

-" إليف...صديقك واقف أمام الباب بانتظارك "

إبتسمت لها لأقول

-" حسنا، سأخرج الآن "

تنهدت من الجيد أن باتريك جاء لزيارتي، فأنا في أمس الحاجة إليه، علي معرفة بقية الأحداث، نزلت السلالم بسرعة، و فتحت الباب لأجده جالسا على الرصيف يخط بعشوائية على الأرض، ضربته على رأسه بخفة، لأقول بهدوء

-" علينا الذهاب من هنا هناك أحداث جديدة "

ضيق عينيه غير فاهم لما أرمي إليه، لأسحبه من يده و نخرج، جلسنا في الحديقة العمومية، لأقول

-" لابد أنها في السجن "

تنهد ليردد نفس الجملة التي لطالما قالها حتى أنني أكاد أحفظها

-" إليف، قضية البافياه كابال قد أغلقت، لقد تم العثور على جثة آنجل التي انتحرت، و قد تفككت العصابة، كفي عن توسيع خيالك "

تأففت لأقول

-" حسنا يمكنك البقاء هنا أما أنا فسأذهب للبحث عن آدم "

قلب عينيه بانزعاج لأستدير متظاهرة بالرحيل، فأنا بالطبع لا يمكنني الإقدام على أية خطوة دون مساعدة باتريك، و هو يستحيل أن يدعني أذهب بمفردي

_________

يتبع ...