21

132 9 0
                                    

بعد بحث طويل تمكننا من إيجاد آدم، طبيب نفسي، دلفت للداخل رفقة باتريك إلا أن موظفة الاستقبال منعتنا لعدم حصولنا على موعد مسبق، فيبدوا أن مرضاه كثر، و ما كان مني إلا أن أتظاهر بكوني قريبته، و ما أن اقتحمت مكتبه حتى قلت له بصوت عال

-" إينجل...أريد محادثتك عن إينجل "

رفع رأسه الذي غزا الشيب شعره، لتظهر التجاعيد المخطوطة على وجهه، كان بارد الملامح إلا أنني لاحظت تغير ملامحه للدهشة عند ذكر إينجل، دعانا للجلوس و أغلق الباب، أخرجت دفتر مذكراتها و وضعته أمامه، قربه من أنفه ثم عانقه بقوة لتتسلل دموع من عينيه، فأخفضت رأسي و كذلك باتريك، ثم قال بين شهقاته

-" أحببتها بشدة، و ما زلت أعشقها، إلا أنها لم تكن ملكي يوما، فؤادها أخذه معه الراحل جايكوب، هي أرادت أن تبدأ حياة جديدة و كنت آمل أن أحصل على مكانة فيه، إختفت بعد نشرة الأخبار مباشرة، بعد تفكك البافياه كابال، و تحرير الأسرى، و إحراق الممنوعات، و إلقاء القبض على المجرمين، لكنني لم أستسلم، ظللت أبحث عنها، و بعد سنوات من البحث، تم إحضار مريضة إلى مستشفاي، عجز الممرضين عن التحكم بها فطلبوا معونتي، و إذا بالقدر يجمعنا مجددا، لكن حينها لم تكن إينجل التي عرفتها، و لا حتى أبريل، كانت جسدا بلا روح "

توقف عن السرد ليزيل نظاراته الطبية و يمسح دموعه بعنف، ليردف

-" كانت تنظر للفراغ، و الشيب قد غزا شعرها، أما ملامح وجهها فقد تجعدت، و الأقسى أن إصبعي يدها اليمنى الإبهام و السبابة قد قطعوهما لها "

علا صوت بكائه، كان كطفل صغير فقد والدته، أعاد تقبيل دفتر المذكرات ليقول

-" إنتزعوا كليتها، و الأبشع أنها كانت كتمثال لا يعرف شيئا عن الكلام "

أخفضت رأسي أمسح دموعي، ثم استقمت لأقول

-" أريد مقابلتها "

-" هي لم تعد موجودة ... لقد رحلت ... رحلت للأبد "

توقفت كل حواسي عن العمل للحظات، و سيالتي العصبية أضاعت المسار

لقد رحلت
هي لم تعد موجودة
لقد رحلت
رحلت للأبد
للأبد

خارت قواي و سقطت على الأرض، ليمسك بي باتريك محاولا تهدئتي، أما د.آدم فقد وضع وجهه بين كفيه بحسرة

______________

يتبع ...

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن