13

3K 138 2
                                    

فتحت عيناي بعد سماع رنين هاتفي المزعج، استيقظت لأجد إسم سيف يعلو الشاشة، هو لن يكف عن القلق بشأني، أجبته بهدوء

-" نعم سيف ما الذي تريده ؟ "

ليقول بتهكم

-" أخيرا أجبت ضياء، ظننتك لن تجيبي أبدا"

-" سيف أنا بخير، لكن لست بمزاج جيد للحديث "

أغلقت الخط، شعرت بألم قوي في رأسي، ابتلعت أقراصا مهدئة، ثم خرجت من القصر، متجهة إلى المستشفى، لا أدري لما قادتني قدماي إليه بالرغم من كوني أقسمت على عدم رؤيته، بدا عجوزا مسنا، إشتعل رأسه شيبا و تناثرت التجاعيد على بشرته، هزيلا ليس كما عهدته، بل مختلفا تماما، إنتبه لوجودي لتتسع عيناه و تنزل دمعة يتيمة من إحداهما، لم يشح بصره عني كأنه كان بانتظاري، ليقول بصوت مبحوح مرهق

-" سامحيني بنيتي "

تابعت النظر إليه ببرود، لم أقوى على التفوه بشيء أو إصدار أي رد فعل، تذكرت كل صفعة وجهها إلي، كل كلمة جارحة بصقها في وجهي، تذكرت ضربه المبرح لي، في تلك اللحظات القليلة تذكرت كل شيء، و ندمت لأني فعلت، خرجت بسرعة صافعة الباب خلفي، لم أبك فقد شعرت بقلبي قد تصلب، عدت إلى القصر فورا، رغم أنني أعرف أن رؤية النذل زين لا تقل قسوة عن رؤية والدي، أو بالأحرى زوج والدتي، فوالدي قد إختفى منذ سنوات، حين كان في رحلة بحرية، لا أحد عرف عنه شيئا منذ ذلك الحين

دخلت القصر و اتجهت نحو غرفة الجلوس، حيث كان زين جالسا مع ابنه، دفعت بجسدي المرهق على أقرب أريكة، و جلست أنظر إلى الصغير الذي يثرثر، ليلتفت إلي و يقول موجها كلامه لي

-" يا خالة ماذا تقربيننا ؟ "

شردت للحظات عاجزة عن الرد، لأستقيم ببرود و أتجه إلى غرفتي، و جلست على سريري أفكر و أفكر، لم أكن قد أخبرت زين بموضوع الطفل، فكيف له أن يكون هو من أخذه ؟!

فلاشباك

نظرت إلى هاتفها لتجد رسالة واردة من رقم مجهول

" إبنك لم يمت، الطفل الذي مات لم يكن طفلك، إبنك على قيد الحياة "

فجأة رن هاتفها و كانت مكالمة من سيف، زفرت بقوة لتجيبه

-" ماذا تريد ؟ "

-" أين كنت ضياء ؟ "

-" بما أنك تعرف أين كنت لم تسأل ؟! "

-" أنت تفتحين أبوابا إغلاقها سيدفعك ثمنا باهضا "

-" إبني لم يمت .. أعرف ذلك "

-" ضياء أنت تهذين !"

نهاية الفلاشباك

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن