١٤

121 3 0
                                    

خرج ستيفن بعد أن صفع الباب بقوة، ليقضب بيرك حاجبيه باستغراب، فقلت له

-" أراك عند الثانية عشرة و النصف زوالا في المطعم المقابل للجامعة، حينها سنتحدث عن واجب الفلسفة "

أومأ لي إيجابا، ثم خرج و أغلق الباب خلفه، تنهدت لأكمل عملي

حين انتهت مدة عملي غيرت ثيابي، و وضعت الوشاح حول عنقي فالجو قد ازداد برودة، اتجهت إلى آلة صنع القهوة في الطابق الأرضي للمستشفى، أدخلت النقود ثم حملت كوب القهوة و خرجت

بدأ المطر يتساقط، لم أحمل معي مظلة، ابتسمت بخفة فأنا أعشق المطر، فهو يشعرني بالإيجابية

وصلت للمطعم لأسحب الكرسي المقابل لبيرك و أجلس عليه، نظر إلي بيرك فاتسعت عينيه ليقول

-" أجننتي لتأتي دون مظلة؟! ستمرضين "

-" لقد نسيتها، لا تهتم "

-" بالطبع لن نتحدث و أنتي هكذا... عودي لمنزلك لتغيير ثيابك و سنتحدث لاحقا "

كنت لأتعاند معه، لكن رنين هاتفي قاطعني، كانت المتصلة أمي

-" مرحباا أمي "

-" جيني إن أنهيت عملك إصطحبي جان من المدرسة فهو لم يحفظ الطريق للمنزل بعد "

-" حسنا أمي "

نظر إلي بيرك رافعا حاجبيه ثم قال

-" ستذهبين إلى المدرسة هكذا و دون مظلة أيضا؟! "

رفعت كاتفاي إشارة إلى قلة حيلتي، ليقوم و يدفع فاتورة القهوة التي شربها ثم أمسكني من معصمي و جرني خلفه، لو كان أحدا آخر لتمردت، لكنه فتى وحيد، لا أصدقاء له، فهو بالطبع لا يعرف كيفية معاملة الآخرين، لذا قلبت عيناي، إلى أن وقف أمام سيارة رانج روفر بيضاء، فتح لي الباب لأدخل، و يدخل هو في مقعد القيادة، ثم التفت إلي منتظرة أن أخبره بموقع المدرسة

نظرت من النافذة بملل، و بدأ جسدي بالارتعاش من برودة الجو، فنزعت الوشاح الذي وضعته حول عنقي فقد تبلل، ليمد لي بيرك وشاحه الأسود، و نظر إلي بحدة آمرا أن أضعه، فقلبت عيناي بانزعاج و لففته حول عنقي

وصلنا للمدرسة و كان جان بانتظاري حاملا مظلته و الانزعاج باد على محياه، لوحت له ليدلف إلى السيارة، حاولت معرفة ما أزعجه لكنه لم يجبني، ليقول له بيرك بنبرة لطيفة آسرة

-" الرجال الأقوياء لا ينزعجون بل يواجهون ما يقلقهم بشجاعة "

رفع جان وجهه ثم نظر إلى بيرك، ليقول

-" أريد صنع رجل ثلج "

ضحكت بقوة، أفعلا هذا ما يريده؟!! لأنتبه لبيرك و جان اللذان ينظران إلي باستغراب لأصمت، ثم بدأ بيرك بالقيادة باتجاه معاكس لاتجاه المنزل، سألته عن وجهتنا ليقول

-" سنذهب لصنع رجل الثلج "

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن