دمُ العراقِ يراق

10.9K 472 276
                                    

منذ ستة عشر عاماً ، استيقظت الشعوب العربية على فاجعة جرحت عروبتهم وحضارتهم، فاجعة هزت كبريائهم ومشاعرهم، ''فاجعة سقوط بغداد'' جراء خيانة يتذكرها الجميع وكأنها حدثت البارحة ، فقد سقطت بغداد دون أي مقاومة تذكر، وأختفى الجيش العراقي بين ليلة وضحاها، وتجرأ عدد من العراقيين على تحطيم تمثال صدام حسين وسط تهليلهم

لقد كان مشهد اختلفت فيه المسميات مابين ''يوم سقوط بغداد''، و''احتلال العراق'' و''يوم التحرير''، وأكتمل برفع العلم الامريكي على حطام الرمز ( التمثال )، وإعلان الجيش الأمريكي سيطرته على بغداد، ووسط حالة من الذهول والبكاء سيطرت على كل بيت عربي، وصرخات الرجال قبل النساء و الاطفال!
هنا حيث تبدأ روايتي مع عائلة شهد وعائلة سعد ، تلك العائلتان التي لم تكن لتفترقا بأي شكل من الأشكال فقد جمعتهما فناجين القهوة وأكواب الشاي وموائد الطعام والجلوس تحت ظل شجرة الرمان او نخيل البستان او الصلاة تحت قبة نفس المسجد ، لم تكن الطائفية ولا حتى المظلومية تحتل الصدارة في عراقنا كنا جميعا نخدم في سرية واحدة: مسلمون ( سنةً وشيعة ) ومسيحيون ويزيديون وصابئة، كان الجميع يأكل من صحن واحد معتزين بمبدئ واحد الا وهو حب العراق الواحد!

لكن هنا كانت البداية .. بداية النهاية
كانت عائلة سعد المتكونة من الام ( فاطمة ) والأب ( احمد ) والطفل سعد البالغ من العمر 8 سنوات وأختيه سجى وحوراء تستضيف عائلة شهد المتكونة من الاب ( قيسوالام ( بان ) وشهد الابنة الوحيدة المدللة البالغة من العمر 6 سنوات فقط

دمُ العراقِ يراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن