الفصل الثامن والستون 🦋.

247 7 5
                                    

البارت ثمان مئة وثلاثة
مابي من الدنيا شي بس ابي قلب
‏لاضاقت فيني الدنيا ما يخليني🦋.

بعد تفكير نوف بحديث والدها وطلبه لم تجد نفسها سوى وهي تقف امام مرآة غرفتها بفستانها البنفسجي وهي تتأمل نفسها للمرة الاخيرة قبل خروجها لغايه وابنتيها وأخوات حارث ووالدتها، لم يحضر احد ما سواهم لكونهم قرروا عقد القران اولا والاحتفال به لاحقا بحضور الجميع، كانت تجلس بجانب حصة التي لا تكف عن الضحك بسبب غرابه ما يحدث، لم يظن احدهم يوما بأن حمد قد يتزوج نوف حقا بينما تشعر نوف بارتفاع دقات قلبها وزيادة ارتباكها وتوترها رغم انه ليس سوى حمد الذي مضى عمرها باكمله وهي تتشاجر معاه بسبب ودون سبب، رغم ترددها الذي يراودها بين حين واخر طوال فترة انتظارها لكنها وافقت واختارت المضي قدما نحو الارتباط بحمد حقا، وبشهادة سهيل ومكتوم الذي حضر بطلب من حمد تم الانتهاء من مراسم عقد القران سريعا واصبحت نوف زوجه حمد بشرع الله، وبانتهاء عقد القران غادروا غاية وحصة ومزنه وحمدة بعد ان باركوا لنوف متوجهين لمنزل خليفه لحضور خطبة دانه.

نزل من على الدرج وهو يحمل بيديه سرير عبيد المتنقل وخلفه ظبية بفستانها السكري وهي تحمل بين أحضانها عبيد، وضع عمير السرير ارضا واقتربت ظبية وهي تضع عبيد بالسرير، تركته وهي تقترب من الجد عبيد الذي يتأمل عبيد الصغير بسعادة، وهي تسند رأسها على كتفه بعد ان حاوطت ذراعه: اشتقت لي صح؟ اجابها سخريه ليغيضها: ما لحقت اشتاق، امس رحتي واليوم رديتي! ضحك عمير بخفه لذا نظرت له: سمي ولدي يقول الي يبا بس انت ما تضحك! تجاهلها وهو يعيد انظاره لابنه وسرعان ما قاطع جلوسهم سويا دخول حمدان وهو يحمل راكان ويركض به: نحن يانا نشوف البيبي! ركض مروان بحماس لسرير عبيد وما ان انزل حمدان راكان حتى ركض راكان ايضا لذا فز عمير: ولدي! رفع عمير سرير عبيد كي يغيضهم لذا ادعى راكان البكاء وانزل عمير السرير باستعجال رادفا: لا تصيح يا الياهل بتزعج ولدي النايم وتخرب عليه رقاده، شوفه من بعيد بس لا تلعوزه عسب ما يصيح! همهم راكان وهو يمسح دموعه الكاذبه متأملا عبيد بسعادة وسرعان ما توجه لظبية وهو يجلس على رجلها بينما يسألها: عموه! من وين يبتي البيبي؟ ضحكت ظبية وهي تجيبه: من بطني! فكر راكان للحظات معدودة وهو يجيبها: عادي اتيبين بعد بيبي؟ واحد ما يكفي! ضحك عمير وهو يستقيم من مكانه مقتربا من راكان وهو يحمله: بنيب كثر ما تبا ما طلبت شي! اتسعت عيناه ظبية بعد ما قاله عمير وضحك حمدان بصوت عالي ليغيضها.

البارت ثمان مئة واربعة
لا يؤنس الُروح إلا روحًا تألفُها🦋.

يجلس وحده بالمجلس الخارجي رفقة والد نوف واخيها الذي توجه لينادي نوف لتقابل حمد بعد عقد قرانهم، التفت حمد لوالد نوف وهو يقبل رأسها وتحدث والد نوف: بنتي طلعت من ذمتي واستوت في ذمتك انت، وانا صح عندي بنات غيرها بس يشهد الله علي ان نوف غير، بنتي وقفت معاي وقفه يشهدون كل الناس عليها، بنتي تعبت وايد معاي ويا وقت انها ترتاح من كل شي، ابيك توعدني انك توقف معاها عمرها كله، ابيك توعدني انك بتسعدها وما بتزعلها ولو كانت غلطانه! حمد أنا ما وافقت أعطيك بنتي إلا وأنا متأكد من انك بتوفي بوعدك لي... انبترت حروفه بسماعه لصوت قادم من خارج المجلس، ادراك بأنها نوف لذا توقف عن الكلام وبدلا من ذلك استقام من مكانه وهو يفتح الباب ورائها تنظر له بحزن بدلا من ان تكون فرحا بأمر زواجها، قبل جبينها وهو يبارك لها قبل خروجه تاركا الأمر لحمد الذي انمحت ابتسامته برؤيته لدموعها لذا استقام من مكانه وهو يقترب منها محاوطا وجهها بكفيه: ليش تصيحين؟ ما كنتي تبينا نتزوج؟ نفت برأسها لذا اكمل: حد قالج شي وزعلج؟ نفت برأسها مرة آخرى وهي تشعر بشيء ما يضايقها ويضغط على قلبها، شيء يتوسط صدرها وهو يألمها لدرجة تجعلها تبكي، دفنت وجهها بصدره وهي تشد بيديها على كندورته قبل ان تجهش بالبكاء، اختلط بياض كندورته بفستانها البنفسجي بسبب محاوطته لخصرها وسط بكائها وهو يضمها له لتنثر حزنها على صدره وتشاركه ما يضايقها لكنها اكتفت بالبكاء، بكت وهي تشهق بطريقه تخيف قلب حمد عليها.

جيتك عسكري وتحت امرك اصير يا مزن سماي عالجي جروح غيابكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن