الفصل الخامس والخمسين🦋.

309 12 4
                                    

البارت ست مئة وثمانية واربعون
"عسى الأيام تضحك لأهلي دائمًا وما تبخل🦋"

زفر وهو يقترب من السرير جالسا بجانب وديمة التي تدعي النوم هربا من التحدث معه عما حدث لوالدها، انحنى لها وهو يربت على شعرها بيديه، شدت باغلاق عيناها لذا انهمرت دموعها اكثر، مسح دموعها بانامله بينما بكت وديمة اكثر، استلقى خلفها وهو يحاوطها بذراعه ليدعها تبكي براحة اكبر، قربها منه اكثر واردفت شهقات وديمة بغير ادراك، لم يتحمل سماعها تبكي لذا استقام وهو يرفعها معه، أدارها له وهو يمسح دموعها من على وجهها رادفا: وديمة... اذكري الله وترحمي عليه، هديتي حيلج وحيلي معاج من كثر صياحج، بس والله قلبي ما يطاوعني اشوفج تصيحين جي وانا مب قادر اسوي شي... قاطعته ما ان رفعت رأسها وهي تنظر له: راح وهو ما يبأني اكون بنته... نفى هزاع برأسه وهو يحاوطها: مافي شي اسمه ما يباني، ان كان يباج ولا لا ما بيغير بيوم حقيقة انج بنته وضناه، وماشي ابو ما يحب ضناه. اجابته بنبرة مهزوزه: بس عمره ما حسسني اني بنته، ما حسيت بحبه ولا حنانه، ليش ما يحبني! نفى برأسه وهو يجيبها رادفا: حبيبي ترحمي عليه بدال لا تعاتبينه لانه العتاب ما بيغير شي، لا تظلمينه وتقولين انه ما حبج وأنتِ ماتعرفين الي بقلبه... قاطعته رادفا: عيل ليش ما فكر يسأل عني يوم اختفيت! مكتوم كلهم يقولون انه عذره معاه... اجابها: عذرتي مكتوم عيل ليش ما عذرتي ابوج بعد؟ اخذت نفس وهي تغلق عيناها رادفا: لا تقارن ابو بأخو، مكتوم صح انه اخوي بس علاقتنا ما كانت قوية لدرجة انه يسأل عني، وانا كرهته فيني عقب الي سويته، بس ابوي! هزاع الابو يتم ابو يعني كيف قلبه طاوعه يخليني بدون ما يسأل عني، حتى ملجتنا ما حضرها، مكتوم حضر حتى وخاطره شايل علي، بس ابوي ما اتصل حتى... هزاع لا تطلعله اعذار وانت مب حاس بعوار قلبي! عادت تستلقي بمكانها وهي تدفن وجهها بالوساده بينما تحاول كتم شهقاتها وبكائها، لا تعلم ان كانت تبكي على ظنها بأنه قد تتصلح علاقتها بوالدها ام تبكي لكونه رحل دون ان يكلف نفسه عنا تذكر وجودها!

شهقت بصوت عالي بينما انهمرت دموعها ما ان وقعت أنظارها على مكتوم الذي يجلس بهندام مبعثر اقل ما يقال عنه مأسوي، يجلس ارضا بجانب سريرهم وهو يحمل بيديه سلاحه، اغلقت عيناها بحزن وهي تحاول جاهدا منع انهمار دموعها، اقتربت منه جالسا امامه وهي تبعد شعره من على وجهه موجهها انظارها لعيناه التي تشرح وضعة، يشعر بفيضان مشاعر، يشعر بمشاعر من كثرها يعجز حتى عن تفسيرها! يشعر بخذلان، الم، ضيق، حزن، يشعر وكأن ضيق الارض كله قد اجتمع بقلبه...

البارت ست مئة وتسعة واربعون
والله لو تحبك الدنيا بأهلها مايحبك احد كثري🦋.

يشعر وكأن ضيق الارض كله قد اجتمع بقلبه، وأردف بينما ينظر لسلاحه الذي بين يديه: كنت بذبحه! وليتني ذبحته، راضي عمري كله يضيع دام روح سيف بترتاح... قاطعته هامسا: وانا؟ عادي عندك يروح عمري كله وانا اترياك حتى وانا متأكدة من انك ما بترد لي؟ مكتوم صدقني حتى لو كنت ذابحنه ولا شي كان بيتغير، عذاب ضميرك كسر ظهرك رغم انك ما كنت قاتل عيل ما بالك بأنك تكون قاتل صج! اجابها: على الاقل كنت بقدر اعذر ابوي ويدي على الي سووه، حيلي انهد وانا ادورلهم اعذار، ما لقيت عذر واحد بس عذر واحد، يعطيهم الحق انهم يسوون فيني جي! مزنة ليش الي المفروض يكونون سندي وعزوتي هم الي قاعدين يكسروني! ابوي! اخوي! يدي! أنا كنت اتحرى عمري عايش بين اهلي صدق بس طلعت يتيم، طول عمري امشي وانا رافع رأسي لاني ولد يدي واخرتها حتى يدي باعني برخيص، باعني واشترى ستر حفيده! باعني وباع ضميري وراحتي عسب حفيده ينام مرتاح، وصخوا ايدي بدم اخوي عسب اخوي الحقيقي ينام وهو مرتاح، عمري ضاع... اجابته بنبره تميل للبكاء: لا تقول جي، ولا شي ما ضاع، أنا بردلك كل شي ضاع، لين متى بنتم نحاسبهم على أغلاطهم وننسى حياتنا! ادري والله العظيم حاسه فيك واعرف شكثر انت مخذول ومكسور منهم بس انك تضعف في اكثر لحظة المفروض تكون فيها قوي... لم تكمل ما كانت تريد قوله كونه رفع رأسه وهو ينظر لها بنظرة تراها للمرة الاولى، رغم كل ماحدث الا انها لم تراه مكسور يوما بهذا الشكل، تأملت دموعه المتحجرة لكنها لم تتحمل ذلك لذا اقتربت منه اكثر بينما لا تزال تحاول وجهه باناملها: أنا أهلك، أنا امك وانا حرمتك وانا كل الي تباه بس لا اشوفك مكسور، مكتوم ما تعودت على اني اشوفك جي ومابي اشوفك! خلنا نبدا صفحة يديدة وحياة يديدة من غيرهم، ان كان بعادنا عن الكل بيردك الريال الي حبيته، بيردك مكتوم الي عرفته عيل خلنا نبتعد عنهم كلهم، أنا قربك يغنيني عن الناس كلهم ويكفيني، خلنا نروح لمكان بعيد، بس أنا وأنت، خلنا نعيش مرتاحين ولو شوي، يمكن انت تشوف ان كل الي استوى قبل سنين ضيع عمرك بس صدقني ولا شي ضاع، يمكن انت ما اخترت كل شي في حياتك وانجبرت على أشياء بس دامك وصلت لهني عيل هذا دليل ان حتى الاشياء الي انجبرت عليها كانت مكتوبه لك، أنا معاك وين ما كنت ولو شو ما سويت، لا تهد حيلك وتهدني معاك!

جيتك عسكري وتحت امرك اصير يا مزن سماي عالجي جروح غيابكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن