توأم روحي2

502 56 11
                                    

امضاء/امك التي تحملك في قلبها انت واخيك للابد".

راسي كانت هتنفجر وقتها من كتر الذكريات المتناقضة اللي بتتسارع جوايا، حطيت ايدي على دماغي وأنا بلف حولين نفسي وبصرخ من شدة الألم وأنا بصرخ وبقول "كفاياااااا.. كفاياااااا".

ومحستش بنفسي غير والباب بيدق بصوت عالي.

معرفش إزاي لقيت نور ربنا ضارب في الشقة وأنا كنت من شوية بقرأ الجواب بليل، وده معناه أن بقالي عدد ساعات في اغماء ومحدش حاسس بيا.

قومت فتحت الباب لقيته "عامر" ابن عمي، والوحيد اللي بيسأل عني باستمرار وبيتصل بيا من بعد موت أهلي كنوع من أنواع الدعم النفسي وصلة الرحم.

"إيه ياعم كل ده نوم، بقالي ساعة بخبط عليك لما قلقتني".

كنت هلكان وباين عليا التعب ومقدرتش أشيل الحمل كله لوحدي وقولتله "مكنتش نايم، أنا كنت في غيبوبة".

عامر اتصدم وبقا يحط أيده على دماغي ويفتش فيا بخوف وهو بيقولي "انت كويس؟ حصل ايه؟ طب كشفت؟ يلا ننزل المستشفى حالًا".

عامر إنسان خلوق ونقي قدر يخليني في وقت بسيط أحس أن ربنا عوضني بيه عن توأمي اللي راح ولقيتني بوريله الجواب اللي سابته امي وبقوله "أنا تايه.. أنا مبقتش عارف أنا مين؟ أنا رشاد ولا رشيد؟ طب أخويا مات في القناطر فعلاً ولا مات في البيت زي ما شوفته؟ كل دي هلاوس ولا حقيقة؟ أنا ضايع يا عامر ساعدني".

غلبني ضعفي وانهارت من البكى، شريط حياتي كله مشوش والذكريات مختلطة في بعضها.

عامر كان بيحاول يهديني بكل الطرق وهو بيقولي "اهدا أرجوك يا رشيد، أكيد هنلاقي حل ونفكر سوا حتى لو وصلت إننا نروح لطبيب نفسي".

لكن..

لكن أنا مش مجنون علشان اتعالج عند دكاترة، انفعلت عليه وانا بقوله "أنا مش عايز مساعدتك، سبوني في حالي أنا مجرد مسخ لا عايش ولا ميت ولا حد هيفهمني ولا يحس بالنار اللي فيا من بداية موت أخويا الوحيد لاهلي كلهم".

مَكنتش أعرف أن بكلامي ممكن اجرح عامر اللي معرفش أي تفصيلة عن حياته غير أنه متزوج وشغال محاسب في بنك وبس.

حسيت أن ملامح وشه اتغيرت وفضل قاعد باصص في الأرض وقالي بصوت حزين ومهزوم "طب ع الأقل يا رشيد انت عارف اهلك فين وتقدر كل ما تفتكرهم تترحم عليهم، لكن أنا طلعت لقيت نفسي مش فاهم حاجة وأمي وأختي اختفوا وكل ما كنت بسأل عليهم والدي كان بيرد بطريقة مختلفة عن اللي قبلها.. زي أنه طلقها وهربت، أو جالها فرصة سفر ومشيت، أو اتجوزت واحد تاني وعاشت بعيد.. وردود كلها أغرب من بعض.

وحتى لما اتجوزت وقررت استقر وانسى الماضي باللي فيه وخلفت بنت شالت أسمي وبقت كل حياتي، ضاعت مني واتخطفت وقلبت عليها الدنيا، ومازلت كل فترة بروح القسم والمستشفيات اشوف في جثث المفقودين والبلاغات لعلها ترجعلي، وع الحال ده بقالي سنتين بدور على بنتي ومش لاقيها، تقدر تقولي مين فينا موجوع اكتر دلوقتي؟ كلنا مبتلين يابن عمي لكن في فرق بين واحد راضي ببلاء ربه، وواحد بيعترض على قضائه".

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن