"بكرا عندي حصة عملي في المشرحة اللي فيها الفنانة المشهورة داليا شاهين".
الخبر ده لما قالته مريم خطيبتي بالصدفة واحنا بندردش أخر اليوم سوا كان بمثابة كنز جالي لحد عندي، وده لأني صحفي وجريمة داليا تريند ومفيش حد مبيتكلمش عنها.
اعرفكوا بنفسي الأول، أنا محمد فكري.
صحفي في بداية حياته لكن حظي شبه معدوم في كل شيء؛ إلا مريم خطيبتي اللي ربنا كرمني بيها واتقابلنا صدفة من شهرين في المستشفى اللي بتتدرب فيها وكنت بغطي هناك واقعة ومعرفش إزاي اتخطبنا في أقل من أسبوع.
الصحافة مش شغلانة سهلة ولا ممتعة بقدر إنها حرفيًا ممكن توقعك في مصايب وبلاوي كبيرة زي ما حصل معايا أنا ومريم بسبب الفنانة داليا شاهين.
داليا فنانة استعراضية مشهورة جدًا ظهرت من حوالي سنتين لكن حققت نجاحات عجيبة في وقت قليل للدرجة أن حتى اللي ملهمش في الميديا عرفوها وسمعوا عنها.
لكنها ماتت بشكل عجيب جدًا وغامض.
كانت في إحدى حفلاتها وفجأة وقعت على المسرح وفضل جسمها يسيح ويتقطع بدون ما حد يمسها نهائي وكأن في نار خفية بتنهش فيها لكنها غير مرئية.
والأغرب من ده كله أن كاميرات الحفلة والجمهور كلها اتعطلت في وقت موتها ومفيش ولا صورة أو فيديو اتسرب للحدث وده اللي خلاها حديث المدينة أخر فترة.
لما عرفت من مريم أنها هتقدر تدخل المشرحة اللي فيها داليا شاهين حسيت أن الحياة ضحكتلي لأني لو قدرت اجيب صورة واحدة ده هيخلي أسمي يلمع و يسمع جدًا وهتكون ضربة صحفية ممتازة.
مترددتش لحظة وقولت لمريم وانا مفعم بالحماس والطاقة "طب ينفع اجيلك وتدخليني أو تاخديلي حتى صورتين للجثة؟ خطيبك شغله واقع وده هينفعني جامد ويمكن يجيلي مكافأة من الشغل".
مريم كانت البنت الجدعة اللي عمرها ما رفضتلي طلب ولا خذلتني فيها وقالتلي "أي حاجة فيها مصلحتك اكيد هشاركك، لكن بالنص فيفتي فيفتي".
مريم مَكنتش جدعة أوي يعني واضطريت أوافق على شرطها وقولتلها "موافق والله لو جالي مكافأة ليكي 50% بس تدخليني علشان أحاول اعمل فيديو بسيط كده على السريع وهخرج على طول".
وللأسف روحت للجحيم بنفسي.
تاني ليلة نزلت الصبح بدري ومعايا الكاميرا ومعداتي في الشنطة ونطيت في أقرب اتوبيس ومعتبر نفسي رايح للعالمية برجلي.
أول ما وصلت لقيت مريم منتظراني على باب المستشفى ولابسة البلطو الأبيض اللي مخليها تشبه الدب القطبي وقالتلي "يلا بسرعة قبل ما الدكتور يوصل".
وخدتني على المشرحة ووقفت تبلغ صحبتها أنها تدينا تنبيه لو حد وصل وتخبطلنا على الباب علشان نلحق نخرج قبل ما حد يمسكنا.
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس