الثانية عشر بتوقيت شوكي

كتاب "مملكة ايلدامورا"

"أياك تقرا الكتاب ده يا عبدالله، لعنته هتلازمك باقي عمرك"

أنا أخر شخص يتهدد أو يتراجع عن قراره، خصوصًا لو الموضوع يتعلق بكتاب عريق قديم الكل بيحكي ويتحاكى عن خطره والكوارث اللي حصلت بسببه.

مكنتش مقتنع برأي طارق زميلي لما نبهني وقالي أن الكتاب ده اصعب من شمس المعارف، كتاب معروف من قديم الأزل ومع ذلك متوفر بجميع المكتبات كأنه إصدار السنة.

واللي لفت نظري أكتر واكتر أن الكاتب إسمه "عبدالله ناصر" على إسمي ...؟؟!

حتى إسم الكتاب عجيب "مملكة ايلدامورا" ؟؟ الإسم مش مفهوم ولا حتى المكاتب فاهمين إزاي الكتاب ده بيكون موجود في الارفف رغم عنهم؟؟

كتاب بيتولد زي اللعنة وبقا حديث المحافظة كلها وأي جرائم أو اختفاء بتتقيد ضد مجهول بينسبوها لكتاب "مملكة ايلدامورا".

كان لازم اغامر بنفسي واعرف الكتاب ده بيتكلم عن إيه ؟ ولو في طريقة أقدر اتخلص بيها من لعنة الكتاب نهائي حتى لو فيها روحي هعمل ده.

اشتريت الكتاب وخدته ورجعت البيت، أنا عايش لوحدي بعد انفصالي عن زوجتي من شهرين ويعتبر مليش حد أخاف عليه ولا يلاحظ غيابي لو حصلي مكروه.

يعني نقدر نقول كده أنها محاولة انتحارية مني لكن بشياكة حبتين. حطيت الكتاب على الترابيزة وانا براجع نفسي وبقولها:

"هل فعلاً هتقدر تتحمل اللي يجرالك؟" ... "طب مش عايز تعتذر لطليقتك قبل ما تموت حتى عشان تقدر تدعيلك لو مت؟"

قررت ابعت لـ ملك طليقتي رسالة على الواتساب قبل ما أفتح الكتاب وأكون احدث ضحاياه.

"مساء الخير يا ملك، أنا أسف لو بكلمك بعد المدة دي كلها، أنا ظلمتك يا ملك معايا.. أنا فعلاً اتجوزتك صالونات وحاولت أحبك زي أي زوج طبيعي لكن مقدرتش، صدقيني أنتي تستاهلي تتحبي وتتشالي فوق الراس وأنا اللي مقدرتش أحس بقيمتك، لو مستغربة ليه انا بقولك ده دلوقتي.. فأعرفي إنها جايز تكون اخر رسالة تشوفيها مني لأني قررت افتح كتاب "مملكة ايلدامورا" اللي قالب البلد واغامر بنفسي.. ورسالة أخيرة نفسي اقولهالك.. حياتي بقت بشعة أوي من بعد غيابك.. سلام يا ملك"

حسيت دلوقتي أني فعلاً مرتاح ومستعد لفتح الكتاب اللي واخد كل تفكيري في أخر فترة.

فتحت أول صفحة قرأت الإهداء كان غريب أوي ومش مفهوم "اعجبتني شجاعتك ايها القارئ، ولذلك فلتكن شجاع حتى النهاية"

قرأت صفحتين وأنا حاسس إنه كتاب عادي جداً لا يستحق الضجة اللي بتحصل عليه دي.. رواية بتتكلم عن حروب قديمة في مملكة ايلدامورا اللي في عالم موازي من خيال الكاتب.

الستارة كانت بتتحرك بشكل مُريب قدامي كل ما بكمل قراية خلتني أحس بأجواء مرعبة وأخاف من جوايا.. لكن ده أمر طبيعي لأن في عواصف صعبة من بداية اليوم.