توأم روحي

544 68 23
                                    

المواقف اللي بتحصل بين الأخوات التؤام دايمًا مريبة، خصوصًا اللي حصل معايا من بعد موت أخويا "رشاد" توأمي.

أنا رشيد الاسيوطي، اللي حكايته ملهاش معنى مفهوم ولا نهاية؛ بسبب موت أخويا الوحيد اللي مات في ظروف غامضة عيشت أعاني منها لوحدي.

أنا ورشاد أخين توأم طول عمرنا مبنفارقش بعض لحظة ومفيش مكان بنروحه غير وأيدي في أيده، ده غير نسبة التشابه الكبيرة اللي كفيلة تخلي مفيش حد قادر يفرق ما بينا.

من أخر خروجة بعد الإبتدائية واللي كانت بالتحديد في القناطر الخيرية اتبدل كل شيء.

أنا فاكر كويس أوي أنا ورشاد كنا منتظرين الخروجة دي إزاي.. فاكر حماسنا واجتهادنا وقت الإمتحانات علشان نوصل لاعلى درجة وبابا يكافئنا بزيارة القناطر اللي عمرنا ما شوفناها في حياتنا، وياريتنا ما شوفناها.

لما روحنا القناطر مع بابا وماما الفرحة مَكنتش سيعانا وفضلنا نجري ونتشاقى هنا وهناك.

لكن في مكان معين كان كله أشجار عالية ومش باين من كثافة الأشجار فيه، لما جينا نجري ناحيته بابا منعنا وقالنا بالنص "محدش يروح هناك كده، خليكوا قدام عيني هنا".

أنا حسيت بالجوع وقعدت علشان أكل لكن رشاد قال إنه هيروح يجيب حاجة حلوة ويرجع على طول ومحدش ركز هو رايح فين.

رشاد أتأخر ساعة وساعتين وبقينا نلف عليه القناطر كلها والناس اتجمعوا على صوتنا وصريخ والدتي باعتقادها أنه تاه.

لكن رشاد متاهش لأ.

رشاد رجع هدومه غرقانة دم وبيترعش وبيمشي بالعافية كأنه مش قادر يصلب طوله..؟!

أول ما شوفناه سايح في دمه افتكرنا أنه متصاب أو حصله مكروه، لكن رشاد كان سليم ومفيهوش خربوش.

بس للأسف.. رشاد فقد النطق.

حاولت كتير اتكلم معاه بعد الحادثة علشان يحكيلي ويفهمني اللي جراله، لكنه طول الوقت ثابت وباصص قدامه مبيرمش بجفونه حتى.

لما سألنا الدكتور قال إنه في حالة عصبية من حاجة مخوفاه، ومحتاج بس شوية راحة وهدوء لحد ما يخرج منها.

لحد الليلة المشؤومة اللي صحيت فيها من نومي لقيت رشاد قاعد على مكتبه وعمال يقطع في الورق بعصبية غريبة ويكسر في الأقلام بتاعته.

رشاد عمره ما كان انفعالي ولا متهور بالشكل ده، قومت وحاولت امنعه لكن قوته كانت غريبة وقتها..!

زقني وقعت على ضهري اتالمت من قوة دفعته ولقيته مسك اقلام كتير في أيده وجاي ناحيتي كأنه عايز.. عايز يقتلني.

صرخت بأعلى صوتي "رشاااااد لااااا، رشااااد ابعد عني".

كان مغيب وشكله مرعب وكأنه مش سامعني وبيقرب عليا وانا بزحف على الأرض وبترعش من الخوف، لحد ما فتح بابا علينا الأوضة وقيده بالعافية وخده بعيد عني.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن