"أبو رجل مسلوخة ده مش أسطورة طفولية سمعنا عنها وخلاص.. لأ، أنا شوفته بجد وطاردني"
معرفش ليه محدش كان مصدق اللي بقوله وفضلوا يبصوا لبعضهم باستغراب وكأني مجنون أو كداب وبخترع حكاية عشان أبان قوي وشجاع زيهم..
اعرفكم بنفسي الأول.. أنا شالم.
لأ انت مقرأتش غلط، أنا فعلاً أسمي شالم واتكتب أسمي في السجل غلط بدل سالم.. شالم.
وده لأن والدي كان بينطق أغلب الحروف غلط.. عموماً مش موضوعنا.مش بس دي الحاجة الغريبة في شخصيتي اللي زايدة أو ناقصة، يعني مثلاً عندي ست صوابع في اليد الواحدة مش خمسة زيكو.. وده شئ شايفه عادي مش محتاج كل اللي يشوفني يعتبرني شلبي سلوفان ويضحك؟!
في مرة اتعرفت على صديق من خلال العمل كان شاب ريفي من محافظة الشرقية، وعزم عليا اجي اقضي معاه يومين في البلد نغير جو حبتين.
وكانت فكرة جميلة ومحتاجلها خصوصًا أن معنديش قرايب ولا علاقات في الأرياف واهي تكون تجربة وحيدة ومختلفة في حياتي اللي مش مفهومة.
روحت معاه بالفعل وطلع ساكن في قرية بسيطة جميلة أغلبها اراضي زراعية ترد الروح للبني ادم وتنسيه زحمة وصداع المحافظات.
لكن بطبيعة عبد التواب صديقي أنه شخص ريفي معتاد ينام في مواعيد مبكرة حبتين فالساعة أول ما جت سبعة كان هو نايم وانا قاعد لوحدي في الدار.
حاولت أبطل نكش واقعد مكاني لكن الملل وفرط الحركة منعوني ولقيت نفسي لبست جلبية من بتوع عبد التواب علشان محدش يحس إني غريب عن البلد وخرجت وسط الهدوء والظلام اتمشى شوية في الغيط واشم شوية هوا.
"غريبة أوي البلد دي، كل سكانها بيناموا بدري ويقوموا بدري بيجيبوا الاستقرار وراحة البال دي منين؟"
كنت ماشي بكلم نفسي ومستمتع بالأجواء الهادية من حواليا لحد ما لمحت ضي بيلمع جاي من بعيد حبتين جوه في الأرض.
مشيت ناحية الضوء ده وكنت قلقان لتكون عملية احتيال ولا حد جاي يولع في أرض التاني كانتقام زي ما بنسمع في الأفلام.
وبالفعل لما قربت اكتر اكتشفت انها نار.. لكن بدأ يتضحلي أصوات لرجالة فلاحين بيضحكوا وبيتكلموا بصوت عالي.
حسيت بسعادة رهيبة أن أخيراً لقيت حد سهران أقعد معاه.. قربت وانا بقولهم "السلام عليكم يا رجالة"
"وعليكم السلام ورحمة الله، اتفضل يا زعيم"
كلهم ردوا عليا في نفس الوقت وكان واضح على نظراتهم أنهم بيتفحصوني من فوق لتحت وبيعملولي كشف هيئة وفيش وتشبيه وربما سونار ومستعجبين شكلي كأني فضائي مر عليهم.
كان بديهي أوي اعرف أني هتقفش بسهولة من لهجتي ومن شكلي مهو بردو مفيش فلاح لابس جلابية ومصفف شعره ودقنه وبالوجاهة دي كلها إلا لو فلاح من سيتي ستارز.
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس