رسالة إنتحار 1

710 74 7
                                    

حاولت كتير أمنع نفسي من اللي هعمله ده لكن للأسف مقدرتش.
قبل أي حاجة ويمكن تكون دي أخر كتاباتي أحب اعرفكم بيا:

-أنا شهيرة عبد الحميد، الكاتبة اللي اغلبكم أشاد بموهبتها في كتابة حكايات الرعب.

لكن الحقيقة أنا مش كاتبة...

أنا شخص مكتئب بيهرب من قوقعة أفكاره وحياته اللي تشبه الدفن بالحيا.

أنا يا سادة بكتب الكلمتين دول دلوقتي علشان الناس تعرف قصتي، وجايز تفتكروني بدعوة صادقة طيبة في يوم ومحدش يظلمني "مش هيبقى دنيا وآخرة".

وأنا صغيرة في مدرسة الإبتدائي اللي كان أسمها "أبو بكر الصديق" كان في بيت مهجور قدام مدرستي دايمًا المعلمين بيحذرونا منه.

لكني كنت طفلة شقية بشكل مبالغ، وحياة الجحيم اللي أنا فيها دلوقتي هي بسبب الشقاوة دي.

كنت وقتها في سنة رابعة ابتدائي، أنا فاكرة كويس كل التفاصيل. كل يوم كنت ابص من شباك الفصل وأفضل مركزة على البيت المهجور.

في نفس التوقيت ده كنت متأثرة جدًا بكارتون علاء الدين والمصباح والسجادة السحرية، فكنت بتخيل نفسي وأنا باصة على البيت المرعب ده إني لو دخلته هلاقي المصباح ويطلعلي جن يحققلي كل احلامي.

احلامي وقتها كانت بريئة، أعتقد كان أكبر أحلامي وقتها أني أشتري علبة جبنة وأكلها كلها لوحدي بالمعلقة، أو ماما تبطل تضربني لما تشوفني بسف السكر من وراها.

الفكرة فضلت تكبر وتترسخ جوايا لحد ما لمحت في يوم ضل بيشاورلي من بعيد جوا البيت..؟؟!

قلبي اتقبض ورجعت قعدت مكاني على الديسك وأنا بترعش ومحكيتش لحد اللي شوفته نهائي.

فضلت طول الليل بفكر في الضل اللي شوفته، أنا متأكدة اني شوفت يد حد كان بيلوحلي بيها كأنه بيقولي تعالي؟؟!

تاني يوم وانا رايحة المدرسة الساعة سبعة الصبح وقفت قدام باب المدرسة ابص على البيت من بعيد.

شوفت بعيني يد سودا بتخرج من الشباك وبتقفل نص الضلفة واختفت؟؟ شاورت لصحبتي اللي كانت عمالة تشدني علشان ندخل المدرسة ومنتاخرش وقولتلها:

-هدير بصي؟ الشباك اتقفل.

بصت وقالتلي:

-شهيرة هقول للميس أنك بتبصي على البيت ده، عشان هي قالت مينفعش نبص عليه أو نروح ناحيته.

كنت عارفة أن محدش من صحابي هيطاوعني على الكارثة اللي في دماغي أعملها.

وحسيت وقتها إني لازم أعتمد على نفسي واعمل ده في السر لوحدي.

دخلت المدرسة وانتظرت لحد ما جت الفسحة علشان اقف اتشعبط على الشباك و أراقبه بتركيز.

لكن... لكن مظهرش حاجة تاني للأسف رغم اني فضلت واقفة طول مدة الفسحة لحد ما انتهت.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن