الثانية عشر بتوقيت شوكي

رسالة إنتحار 2

عمر وقف يقرأ الورقة كلها ولما خلص قالي:

-وايه يعني، مانا كمان شوفتهم وبشوفهم..؟!

كنت حاسة أنه بيضحك عليا علشان يهون شوية الموقف وسألته بخوف:

-إزاي ؟؟ شوفتهم إزاي وأمته ؟؟

رد وقالي قصة عجيبة أول مرة أسمعها في حياتي منه:

-في مرة وأنا في تالتة ابتدائي أنا وصحابي مدخلناش المدرسة وقعدنا نلعب كورة في الشارع اللي ورا البيت ده.

ولما زهقنا من كتر اللعب قررنا نعمل رهان لأقوى وأشجع واحد فينا اللي هيقدر يدخل البيت المهجور ده ويجيب منه أي حاجة ويخرج بسرعة.

الرهان كان شوية بلي ودبور لعبة ووقتها دول كانوا رهان قيم طبعًا وانا الدبور بتاعي كان مكسور وعايز أجيب غيره.

فقررت إني أغامر وأدخل بنفسي حتى لو هجيب قشاية وأخرج على طول.

كنت مرعوب وقتها وصحابي وقفولي برا يشجعوني بحماس ودخلت من البوابة الحديد وأنا رجلي بتترعش.

أول ما دخلت أتهيألي أن في خيال هرب بسرعة، قلبي اتقبض وقولت أنا مش هكمل دخول.

كنت بتلفت حواليا علشان أشوف أقرب حاجة مني ممكن أخدها وأخرج، مكنش في غير لوحات متعلقة وطويلة عليا مش هعرف اطولها.

لكن لقيت زهرية ورد ديكور طويلة على بداية غرفة مقفولة. كانت عبارة عن تراب لكن هتقضي الغرض لو خدت وردة وخرجت.

قربت منها وانا بتلفت حواليا كويس وخايف حد من صحابي يدخل يخضني ولسه بمد أيدي على الشجرة البلاستيك الباب اللي جنبي اتفتح وخرجت منه أيد طفلة مسكت في أيدي جامد.

كنت فاكرها بنت من المدرسة ودخلت هي كمان، لكن أول ما ظهرت بجسمها وشوفتها قلبي اتخلع من مكانه.

كانت راس ست كبيرة على جسم طفلة صغيرة، زي اللي انتي وصفتيها بالظبط، ومن وراها سمعت صوت بنتها وهي بتقولها:

-سبيه يا ماما حرام.

الاتنين كان شكلهم أبشع من بعض، وخرجت أجري وأنا ميت من الخوف وبترعش.

وأول ما هربت وخرجت من البيت وحكيت لأصحابي قعدوا يضحكوا ويتريقوا عليا ويوصفوني بالجبان.

وقررت إني محكيش لحد تاني طول عمري لأن اكيد محدش هيصدق هلاوس من طفل صغير، رغم... رغم أني بشوفهم لحد دلوقتي وبحلم بيهم كمان.

عارفة يا شهيرة إيه اللي مختلف عني وعنك في حكاية البيت ده؟؟

رديت وسألته:

-ايه هو؟؟

رد وقالي بعد ما قعد على الكرسي اللي قدامي:

-اني بدل ما أهرب طول عمري زي ماهربت وأنا طفل زمان، حاولت أفهم هما ليه بيظهرولي وكل ما بشوفهم أنا اللي بروح ناحيتهم وهما اللي بيهربوا مني، لحد ما جمعت منهم شوية كلام لسه بالنسبالي مش مفهوم.