فستان الفرح 2

272 49 10
                                    

ادهم مدبىوح جنبي وبيطلع في الروح.

لما صرخت وجريت على السلم وأنا بلطم وبموت من القهرة وفي حالة عصبية شديدة، الجيران استدعوا اهلي وأهله كانوا فاكرين إني قتلتىه وحصلت كوارث غير طبيعية، لحد ما خرجت نتيجة التشريح اللي أثبتت أنه متدبحش بألة حادة لأ، أدهم اتدبح بحوافر حيوان!..

أترميت في مستشفى الأمراض العقلية اللي مش عارفة إزاي أهلي سابوني فيها.

أوضة ضلمة مفيهاش غير سرير وشباك متأمن بأسياخ الحديد كأنهم عارفين إني لو لقيت فرصة للموت والانتحار مش هتردد لحظة فيها.

ضميت رجلي على صدري وأنا بترعش ومش مصدقة اللي وصلتله، وبفتكر أدهم وعزيمته في إنه يعالجني ونهايته المفجعة اللي كانت من نصيبه.

_انا السبب يا أدهم، أنا السبب في اللي جرالك يا حبيبي، صدقني أنا حبيتك ومحبتش غيرك لكن كنت برفضك في كل مرة خوفًا عليك مش منك.

كلام بقوله وأنا في أشد حالاتي انهيار، عارفة أنه مش سامعني ولا ده هيرجع حاجة في اللي فات، لحد ما لقيت اوكرة باب الاوضة بتتحرك...!

كانت ماما...!

ماما واقفة قدام باب اوضتي في المستشفى وبتقولي "يلا يا أسماء علشان فرحك، يلا يا حبيبتي هنتأخر".

بقيت أهز راسي يمين وشمال وانا بصرخ وبقولها "مستحيل، مستحيل، فرحي هو السبب في موت أدهم، ابعدوا عني بقا كفايا، كفايا".

روحي اتسحبت مني وانفاسي اتوقفت، ولقيت نفسي بفوق من نومي شرقانة زي الغريق اللي بقاله مدة في عرض البحر.

والدتي كانت واقفة وفي ايديها فستان فرحي وهي بتردد "اسم الله عليكي يابنتي مالك، بقالي ساعة بصحيكي ايه اللي جرالك.. قومي يلا الناس على وصول".

قومت زي المجنونة بصرخ في امي وبقولها "مش هتجوز، أنا مش هتجوز، سبوني في حالي" وقفلت باب الاوضة عليا بالمفتاح ومهتمش لخبط اهلي وصدمتهم وخوفهم من الفضيحة.

كان عندي الفضيحة أهون من اللي ممكن يحصل في أدهم واللي شوفته في كابوسي.

وبعد حوالي ساعتين لقيت باب اوضتي بيخبط وصوته جاي من برا وهو بيقولي "افتحي يا أسماء أنا أدهم، افتحي هنتكلم ومفيش فرح ولا حاجة بس افتحي".

فتحت له الباب وأنا جسمي بيتنفض، لقيته لابس البدلة ووشه حزين، كنت عارفة أن اللي بعمله دلوقتي ده أكبر غلط في حقه وحق نفسي، لكني مش هسمح لنفسي أعيش الكابوس من تاني وأضحي بيه.

دخل أدهم اوضتي وقفل الباب، وقعد على الكرسي اللي قدام سريري وقالي بكل هدوء "ها شوفتي إيه احكيلي".

محدش غيره بيفهم سبب تصرفاتي الغريبة والمُفاجئة، دموعي سبقتني وقولتله "قتلك يا أدهم، صحيت تاني يوم لقيتك جنبي مدبوح، مش هينفع يا أدهم صدقني مش هينفع نتجوز أنا مش هتحمل ده فيك، أرجوك متعاندش واسمع كلامي وابعد عني أنا شر ليك مش خير".

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن