أبي القاتل

157 26 3
                                    

-بتكلم مين في اوضتك يا سليم؟

-بكلم مروان يا ماما.

كانت كارثة وصدمة مش قادرة اعبر عنها لما لاحظت أن سليم أبني اللي عنده خمس سنين بيكلم نفسه في اوضته وصوته عالي.

في البداية كنت فاكرة سليم بيكلم الألعاب بتاعته كالعادة، لحد ما سمعته في مرة وأنا في المطبخ جنب اوضته بيقول "انت بتنزف دم، استنى هجبلك مناديل من برا".

وبالفعل خرج قدامي يجيب علبة المناديل ورجع، حسيت أن الموضوع مش مجرد ألعاب بيعمل معاهم نقاش وبيتسلى زي باقي الأطفال لأ.

الموضوع أكبر وأخطر من كده بكتير.

أنا منة عبد الواحد، متزوجة من سبع سنين، ومعنديش اولاد غير سليم بس اللي ربنا رزقني بيه بعد سنة وشوية من جوازي.

جوزي محاسب في بنك وشخص خلوق عوضني عن قسوة والدي اللي عانيت منها طول عمري، والحمد لله ربنا نجاني من جبروته عليا وحاجات كتير عمري ما هسامحه فيها حتى لو مات.

كنت فاكرة إني خلاص ارتحت وحياتي استقرت بعيد عن بابا، لحد ما سليم فاجئني بإسم مروان!

مروان أخويا الوحيد اللي مات عمره عشر سنين في سريره وعلى رقبته علامات زرقا غريبة كأنه مخنوق!

وده من أكبر الأسباب اللي خلتني كل ليلة بتمر عليا بدعي فيها على بابا أنه يدوق من اللي عمله فينا، رغم أنه أنكر وقتها قتل مروان وكان بيبكي، لكني مشوفتش دموعه دي غير أنها دموع تماسيح.

وحاليًا بابا عنده كانسر وفي أخر أيامه على فراش الموت زي ما قالتلي ماما، لكن لاجل مروان كان مستحيل أسامح وقلبي يحن أو حتى ادعيله بالشفا بيني وبين نفسي.

جايز كان ممكن اسامحه لو الموضوع مجرد قسوته عليا وضربه واهانته، لكن إزاي كان ممكن أسامح وهو السبب في موت أقرب الأشخاص ليا؟

جسمي تلج لما سمعت إسم مروان من سليم أبني اللي المفروض أنه ميعرفش أي حاجة عنه، ولا عمري حكيت عن موضوع مروان قدامه أبدًا.

قعدت قصاده ومسكت ايديه علشان أتأكد من اللي سمعته وقولتله "سليم يا حبيبي أنت قولت بتلعب مع مين؟".

رد وهو بيشاورلي ناحية مكتبه وقالي "مروان يا ماما، خاف منك واستخبى أهو ".

بصيت ناحية المكتب بخوف، مش شايفة حاجة خالص، لكن..

لكن لاحظت أن الورد البلاستيك اللي على المكتب بيتهز!؟ كأن حد حركه بالغلط، أو جايز أنا اللي بقنع نفسي بتخاريف قديمة ومجرد الهوا بس اللي حركه.

مروان كان بيظهرلي بعد ما مات في أحلامي وفي أركان اوضتي، وبيفضل واقف باصصلي بصمت وعيونه كلها دموع وحزن، وبوقه متخيط بشكل عشوائي مرعب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن