الثانية عشر بتوقيت شوكي

حارس المقابر

-أنا حارس المقابر هنا، وبقولك محدش هيفتح التربة ولا هياخد حاجة منها دي أمانة.

أنا زينهم مصيلحي التربي، عمري أربعين سنة، حارس مقابر وعيشت طول عمري هنا في الترب وورثت الشغلانة عن والدي الله يرحمه.

طول عمري بقابل مواقف غريبة وأسرار محدش بيشوفها ولا بيحس بيها غيري، مجرد ما بيدخل الليل بيجي ومعاه أسراره اللي علمني والدي أنها مينفعش تخرج نهائي وإلا الجثث ممكن تأذيني.

اتأقلمت طول عمري وفعلًا عمري ما اتأذيت منهم، إلا الجثة اللي جتلي من أسبوع دي!؟..

اتعودت أن الجنازة ومراسم الدفن دايمًا ليها شكل مختلف ومعين، لكن من أسبوع حصل حدث غريب في الحوش اللي جنبي مقدرتش أفهمه مطلقًا.

لما وصل راجل كبير ومعاه راجلين فتحوا العربية وطلعوا التابوت ودخلوا الحوش دفنوا الجثة وخرجوا في اقل من ربع ساعة.

الأمر كان غريب جدًا خصوصًا أن مفيش أهل إطلاقًا للميت، جريت وقتها علشان أساعد الرجالة في شيل التابوت ويمكن الباشا يراضيني بأي حاجة مقابل مساعدتي.

لكن لقيته فجأة بيزعق وبيعلي صوته وبيقولي بغضب "محدش طلب مساعدتك يا بابا، أمشي من هنا يلا امشي".

كان راجل اوبهة وباين عليه غني، لكن أسلوبه صعب متعالي ومتكبر.

وقفت اتابعهم من بعيد وانا بقول لنفسي "إيه اللي يخلي قتيل أو ميت يتدفن بالشكل الصامت ده؟ معقول يكون الخدام عنده مثلًا وملوش أهل!".

وبعدها بيومين حوالي الساعة اتنين بليل سمعت صوت بنت بتعيط بصوت عالي جاي من برا.

في البداية افتكرت أنه صوت من الأحواش المجاورة واللي معتاد اسمع منهم اصوات زي دي، لكن سمعت صوت شاب بيقولها "يلا يا اميرة الناس هتسمعنا".

قومت من مكاني فتحت باب الحوش لقيتهم بيبصولي ومخضوضين، ولد وبنت في سن العشرينات كده، قربت وقولتلهم "أي خدمة يا بشوات؟ واقفين كده ليه".

أرتبك الشاب بشكل غريب وهو بيشد البنت اللي بتبكي وبيقولي "لا لا مفيش مفيش شكرًا" وخدها وركبوا العربية وهربوا من قدامي.

وقفت ابص في اتجاهم وابص على الحوش اللي اتدفنت فيه أخر جثة واللي قلبي حاسس ان المشاكل هتيجي منها كتير الفترة الجاية.

كنت يادوب راجع حوشي من تاني وسمعت صوت خروشة جاي من نفس المكان.

اتلفت فجأة وانا حاسس برهبة وسمعت صوت خبط واضح.. خبط بيقول أن في حد حي جوا الحوش ده، أو روح مأذية.

استعذت م الشيطان وقولت أدخل أكمل نومي بدل ما اتأذي وأركز اليومين دول على زوار الحوش ده بالتحديد، واللي اساسًا يعتبر كان مهجور من مدة كبيرة وعمري ما شوفت له أصحاب قبل كده.