كلامها ثار فضولي وحسيت أن الموضوع بقا مربوط بيا بشكل شخصي أكتر من كوني مجرد صحفي عايز يكتشف حقيقة غامضة.. وبقيت متردد، هل اشتري الكتاب وأغامر؟ ولا أبعد وكفايا اللي جرالي.
في النهاية حسيت إني مش الشخص المناسب اللي ممكن يغامر في حاجة زي دي وقررت أبعد نهائي عن موضوع داليا شاهين للأبد وكأنه محصلش من البداية.
اتفقت مع مريم نتقابل تاني يوم علشان تسلمني الشنطة والكاميرا وبعد ما خلصت هي يومها في المستشفى اتقابلنا على كورنيش الجيزة وقعدنا في الإستراحة.
مريم كانت قاعدة بتاكل ترمس وبتتفرج على النيل وانا فتحت شنطتي أفتش فيها واتأكد أن مفيش حاجة منها ضاعت والحمد لله كل شيء كان مكتمل وزي ماهو.
مسكت الكاميرا اراجع وأشوف إيه اللي اتسجل عليها وبقلب في الجاليري لقيت فعلًا الفيديو اللي صورناه متحذفش ولا ضاع!
فتحت الفيديو وانا بقول لمريم "ألحقي ده في فيديو تلت دقايق متسجل.. هو مش المفروض أننا سجلنا حوالي نص دقيقة والنور فصل؟".
ردت وقالتلي "معرفش أنا أول ما لقيتك وقعت مني قومت قفلتها وحطيتها في الشنطة تاني قبل ما الدكتور يشوفها.. افتح كده وريني الفيديو جواه إيه ليكون سجل وأنا بشتم فيك وبقول كانت ليلة غبرة يوم ما اتخطبتله".
اشتغل الفيديو زي ما حصل بالظبط وفجأة الكاميرا شوشت بأصوات صراخ متعددة وصوت بيهمس من وسط الصرخات و بيردد "طــنــجــار".
بصيت لمريم بصدمة وأنا بقولها "سمعتي اللي أنا سمعته؟".
لكن للأسف مريم كانت مركزة في تليفونها وبرقتلي مرة واحدة وهي بتقولي "اتقبلت في المنحة يا محمد، هيسفروني اكمل تعليم برا زي ما حلمت".
أنا عارف كويس الخبر ده مهم إزاي عند مريم وقد ايه هي خطوة ممتازة لبنت متفوقة زيها، لكن قلبي فجأة اتقبض.
معرفش من اللي شوفته في الفيديو ولا خوفًا عليها من السفر ولا مجرد مشاعر مختلطة.
فضلت طول اليوم سرحان وتايه ومش فاهم حاجة، وكل اللي في دماغي بقول لنفسي "يعني إيه طنجار أصلًا؟".
هل هو إسم بني ادم ولا اسم القرية اللي وقعت فيها ولا حاجة تبع العالم السفلي؟!.
كنت عارف إني مش هقدر أنسى الموضوع بسهولة وتراجعت عن قراري ودخلت مكتبة مع مريم علشان اشتري الكتاب، وبالمرة اهاديها بشئ تذكار للحدث والخبر المفرح اللي بتمر بيه.
لحسن حظي لقيت أخر نسخة من الكتاب موجودة لكن كانت في ايد واحدة واقفة بتحاسب عليه!
وقفت وسألت صاحب المكتبة "لو سمحت مفيش نسخ تانية من كتاب حلم طنجار؟ أو هتنزل نسخ تاني امته ؟".
رد وقالي "للأسف دي أخر نسخة وطلعت، والكتاب ده نادرًا لو لقيته في السوق لأن أتوقفت طباعته من بدري".
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس