شبح السكن

694 100 7
                                    

-نجاة أنا مش مرتاحة للشقة دي، قلبي مقبوض من أول ما دخلت فيها ومش قادرة أنام واغمض عيني.

مكنش في إيجار أرخص من كده اجيبه لصحابي ورديت على راوية وأنا متعصبة لأني تعبت على ما لقيت الشقة دي وقولتلها:

-بقولك إيه يا راوية، أنا مش هلف على شقق تاني الشقة جميلة وواسعة وفيها تلت سراير على قدنا، واللي عايزة تمشي فيكوا براحتها بقا.

أنا بعترف إني كنت عنيدة ومطاوعتش صحابي وخوفهم، وإني السبب دلوقتي في ضياعنا بعد ما......!! بعد ما ظهرتلنا.

الموضوع بدأ لما أنا واتنين من صحابي قررنا إننا ناخد سكن منفصل عن سكن البنات اللي بيحصل فيه مشاكل وسلبيات كتير.

وطبعاً كانت الفكرة أساسها من تفكيري أنا لأني مبحبش الزحمة والحياة اللي فيها حوارات وأشخاص كتير. وشجعت راوية ومريم صحابي المقربين أنهم يستقلوا معايا ونشوف سكن منفصل على قد فلوسنا ونتشارك فيه.

فضلت أبحث عن سكن رخيص حبتين لمدة أسبوعين لحد ما أخيراً ربنا وفقني ولقيت راجل سمسار كويس جداً رشحلي شقة في عمارة شعبية وقالي أنها رخيصة لكن أهم حاجة مختلطش بالجيران ولا أتكلم مع حد.

قولت أكيد في سكان مش كويسين وعشان كده سمعة العمارة دي مش ولابد، لكن مش مهم.
إحنا كده كده هنكون في حالنا ومحدش هيسمعلنا  صوت.

خدت مريم وراوية السكن الجديد ونقلنا حاجتنا فيها. مريم أول ما شافت الشقة كانت مبهورة "إزاي شقة حلوة ومفروشة وواسعة كده بالإيجار ده؟ حقيقي تحفة"

ده كان رأي مريم في الشقة، لكن راوية من وقت ما دخلت البيت وهي مبلمة ومصدومة وبتتلفت حواليا زي المخطوفين.

راوية عموماً أكتر بنت جبانة أنا شوفتها في حياتي وبتخاف من خيالها فكان طبيعي تكون دي ردة فعلها الأولى في المكان الجديد ومحطتش في دماغي.

من أول ليلة و راوية زميلتي بدأت تصيح أنها خايفة وقلبها مقبوض ومش قادرة تنام، رغم أننا نقلنا التلت سراير في أوضة واحدة ومفيش أي خوف.

لكن مريم كانت أول واحدة تنام فينا ومريحة دماغها، والحق يتقال أنا كمان قلبي كان مقبوض من العمارة كلها وهدوءها الغريب..!!

الساعة كانت حوالي ٢ بليل وأنا مازلت صاحية عشان أطمن راوية أنها تنام ومتقلقش.. ووسط الهدوء والجو المتأخر ده .. جرس الباب رن ...!؟

راوية اتنفضت وهي بتبرقلي كأني أنا اللي عملت الصوت مش الباب وقالتلي "مين؟ مين بيخبط يا نجاة؟ أنتي منتظرة حد من البنات جايلنا؟"

شاورتلها تهدا وقومت صحيت مريم أشوفها يمكن عارفة مين اللي على الباب..؟

"مريم.. مريم قومي في حد بيخبط أنتي منتظرة حد…؟"

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن