حلقة خاصة للنداهة1

676 76 13
                                    

                     ﴿الفصل السادس﴾

قبل ما اسيب جسمي وروحي للترعة، لقيت النداهة بتسندني وتمنعي وهي بتقولي " لحظة يا سيف، قبل ما تيجي لعالمنا في بنت لسه جاية العالم هنا ومحتاجة مساعدتك".

كنت متخيل أن أمي ما هتصدق إني أروح لعالمها واعيش معاها للأبد، لكن اتعجبت أنها منعتني لاجل مساعدة بنت تانية في عالمها؟!.

سألتها "بنت مين؟ وأي اللي حصلها؟".

ردت وقالتلي "هي هتقولك بنفسها".

واختفت هي وزمردة وأبوها اللي غرق من شوية، وبدأت البنت تطلع من تحت الماية بخوف وهي بتبصلي برعب كأني أنا اللي عفريت مش هي.

كانت بنت صغيرة حوالي ستاشر سنة، وقفت بعيد في الهوا ومش راضية تتكلم ولا تقربلي.

حسيت أنها في أزمة كبيرة وكمان عمرها الصغير مش مخليها قادرة تثق في بني ادمين، حتى وهي مجرد روح والقوة ليها مش ليا.

رفعت أيدي ليها وشاورتلها وأنا قاصد ابينلها إني خايف منها وإني الطرف الضعيف هنا "ارجوكي متأذنيش، لو محتاجة أي مساعدة أنا تحت أمرك لكن بدون عفرتة وحركات أشباح".

حتى الإبتسامة مترسمتش على وشها، وكأن اللي شافته في حياتها خلى روحها تسبق عمرها الصغير.

قربت شوية وهي مازالت خايفة مني وقالتلي كلمة عجيبة أوي "أنا مش الضحية، أنا الجانية".

إزاي الجانية وإزاي روحها بتظهر هنا مع اللي اتظلموا؟؟ وقبل ما اسألها عن اللي بيدور في بالي ردت وقالتلي "بس نهايتي كانت هنا زيهم، في الترعة".

واضح أن قصة البنت دي مختلفة عن أي ضحية المرادي، وشدت انتباهي بشكل غريب، من فصاحة لسانها وذكائها واضح انها اتورطت في شئ كبير خلاها توصل لهنا.

حاولت اطمنها وقولتلها "أنا هسمعك، وعلى قد ما أقدر هساعدك، قوليلي كل اللي حصل بالتفصيل واعتبريني اخوكي الكبير اللي هيصلح وراكي بدون خوف".

عيونها كانت حمرا وملامحها دبلانة وده تقريبًا من كتر البكى والحزن والندم اللي واضحين عليها.

مَكنش عندها أمان أنها تقعد وتتكلم معايا ففضلت واقفة في الهوا وهي بتتحرك رايح جاي وبتفرك في أيديها بتوتر وبدأت تحكي:

_انا هحكيلك، بس مش علشان تجبلي حقي ولا تحكم عليا بالسوء.

أنا هحكيلك بس علشان في ضحية أقرب ليا من نفسي ممكن تضيع بسببي واشيل ذنبها حتى بعد موتي.

بس قبل ما احكيلك اوعدني أنك مش هتلعني ولا تحسبن فيا.

البنت كانت صعبانة عليا بشكل مفرط، وواضح أن كارثتها ثقيلة عليها وعلى قلبها، حاولت بقدر الإمكان إني اطمنها وقولتلها.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن