< ..غابة الوهّم و السّراب (7) >.. الكوخ العتيق.. "

100 17 18
                                        

تشابكت أصابعه أمام وجهه..

يراقب ببطء الشاشة التي تظهر بوضوح ظهر آيثن
دون سواه الذي كان قد أقترب من الكوخ الغامض..

أين يكن وجود ذلك الكوخ في عمق غابة الوهّم و السّراب لا يدلُ إلا على شيئاً.. لا يحمد عقباه..

..~●●~..

ما لم يكن في الحسبان هو أن يجد كوخاً خشبياً
مُهترئاً قديماً في وسط غابة تعجّ بأسوء أنواع الأوهام و الفخاخ جنباً لجنب مع مخلوقات و وحوش تنتظر منك هفوه لتلتهمك..

لكن مع تفقد حالة الكوخ الخشبي بدء كأن دهوراً قد أكلت عليه و شربت.. حدق به مطولاً قبل أن يبدء الأقتراب منه بهدوء..

هناك ما يشده إليه مع ذلك كان مصاحباً لنذير شؤم هو يعي تماماً أن أحساسه لا يخطئ..

لم يكن هناك الكثير من الثلوج إلا أن الجو كان بارداً إلى درجة أن الأنفاس تصبح ثقيلة و صعبة. الصقيع كان أسوء من الثلج نفسه..

إلى أن وصل و وقف قبال الكوخ المُهترئ و قبل أن يقدم على أي شيء فحصه بعينيه و تفقده بحرص

ثم وضع رجله على الدرج الخشبي المتهالك ليصدر صوت طقطقة و تسلخ الخشب القديم و أنفصاله مع ضغط قدم آيثن ثم أتخذ الدرجة الثانية ليتخطئ الثالثة..

أقترب من الباب..

الأن كل ما يقابله هو باب قد غزاه الزمن بدء أنه على وشك السقوط إذا طرق عليه حتى.. رفع يده ببطء و لمست أناملة البيضاء ذات الشحوب الكبير الخشب الرطب..

في تلك اللحظه دفع الباب ببعض القوة النسبية الغريب أنه كان مفتوحاً دفعه بخفة أكثر لينفتح الباب القديم المليئ بالشقوق مع أصدار صوت صرير صاخب ملأ المكان برمته صادر من مثبتات الباب الصدئه..

شعر بوقوعه قريباً إلا أن الباب بدء كأنه يكابر و يابئ السقوط أمامه و أستمر بإصدار ذاك الصرير الذي كان كالسم للأذان..

إلى أن وصل إلى مصارعه فتح بالكامل و ما كان مجهولاً ورائه أنكشف و بأن..

ممر طويل حالك الظلمة و السواد لا يُرى لهُ قاعٌ لتخطؤ الأقدام ولا سقفٌ يستر.. بدء كالهوةِ السوداء ستبتلعه فوراً.. ما أن يمر..

أرتفع حاجبه في ريبه من أمر المكان.. متشككاً و مُرتاباً.. تعدى عتبت الباب و خطئ أولى خطأه في الكوخ العتيق تزامناً مع أصوات الطقطقة و تكسر ألياف الخشب الرطب و صدى هفيف الرياح الذي يستمر بالدخول عبر الباب الذي فتح بعد زمن..

في ذلك الوقت خفق فؤاده مع كل تلك الأضطرابات من حوله مجال سمعه أزدادت حدته فحتى لو هوت أبره الأن كان سيسمعها وسط كل تلك الأصوات..

بعد الخطوة الأولى أتخذ الثانية بعد أن تأكد من أخذ نفساً عميق و حبسه في جوف صدره في شكاً متجذر بخيانة الهواء له في داخل الكوخ المتهالك..

أيها البشر أحذروا من الأجناس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن