أيها البشر أحذروا من الأجناس

..< سُكَّر..>.."

حيث الثلوج أصبحت تكتسح الأرض و تفترشها و تطغى بلونها الأبيض على كل الألوان كان لا يزال..
ينهمر.. و ينهمر.. و يتراكم..

الهواء كان قارص البرودة و لون السماءِ رماديٌ كئيب..

من على حافة النافذة من أواخر الصبح..
كان جالساً يتأمل الأفق البعيد.. بلا هدف لا يجد ما يثير عيناه.. فتدلت قرمزيتاه في ملل.. أطلق تنهيدة عميقة..

.. كم يبدو عالماً مسالماً ..

تمتم لذاته في صمت.. فتردد صدى صوته داخل نفسه الجوفاء.. رفع يده إلى الأفق و كأنه سيلمسه إذا فعل..
فردد في خفوت يطرب أذنية..

.. كم أود محقه.. عن الوجود!! ..

أنزل يده ببطء ليمسك حجر الشطرنج..
فمرره عبر الرقعات البيضاء و السوداء..

فنبس..

: مات.. الملك.."

---------- ذلك كان..

في مكتب الأستاذ صامويل ماردين..
حيث كان آيثن يضرب الأرض حنقاً مما تسمعه عيناه و تراه أذناه..

: هل تمزح؟.. لا.. بل لا بد أنك تمزح معي!! .."

: و هل أبدو لك كذلك.."

غضباً رد عليه صامويل فقد بدأ ينزعج منه رفع آيثن له حاجباه أستنكاراً و أستياءً..

: و هل.. أبدو لك كم يحب الهراء.."

فنبس بوقاحه جعلت صامويل يوسع عيناه منه لجرئته

: إلا.. ترى أنك وقحٌ يا صبي.."

زفر آيثن.. قبل أن يرفع وجهه مجدداً لصامويل المستاء
و الذي آيثن لم يكن بأقل منه..

: و.. هل تريد مني أن أرقص.. مثلاً.."

مسح صامويل وجهه براحتيه..
عن رؤية وجه الصبي الذي لا يفهم أبعد عينيه كي لا يدق عنقه.. بعد أن هدئ قليلاً عاد لرفع وجهه لصبي مجدداً و في همسً وعيداً نبس..

: آيثن جولدر!!-.."

: نعم؟ .."

كادت عيون صامويل تطير من رأسه هل يتغاباء أم أنه غبيٌ حقاً؟.. سأل نفسه في صدمه هل قاطعه لتو ليسخر منه فتسائل كيف يتحمله صديقه المغفل الودود
زورا و يشيد به أحياناً..

.. ربما زورا قد بدأ الخرف يقضم عقله!! ..

: غادر!! .."

رفع أصبعه إلى الباب مُشيراً..
ألتفت آيثن إلى الخلف ثم إلى صامويل بينما يشير هو على نفسه بمعنى.. أنا.. أيماءه قاطعه صدرت عن الأكبر سناً ليفهم الأصغر أنه يطرد وقف منزعجاً يزرع الأرض و يحصدها بقدميه قبل أن يستوقفه الأكبر مجدداً..

: أسمع.... لا شيء.. يمكنك المغادرة.."

كاد يقول شيئاً لكنه توقف.. فعاد إلى أوراقه ببصره عن الصبي أمامه.. زفر آيثن منه و لتصرفاته المتناقظه.. يطرده.. ثم يوقفه.. ثم يطلبه بالخروج مجدداً..
خرج بسرعه مغلقاً الباب بقوة خلفه..
رفع صامويل حاجباً بغير تصديق هل يتعامل مع طفل في الخامسه.. فتعجب يستذكر محادثه سابقه بينه و بين زورا..